الّذين قالوا هم اليهود في ذلك الوقت، أي في زمن محمّد عليه الصّلاة والسّلام وتنزُّلِ القرآن عليه. ويجب أن نفرّق في طريقة التّعامل بين اليهود والنّصارى، ولا يجوز لأحد أن يحتجّ بالقرآن الكريم في عدائه لأهل الكتاب؛ لأنّ القرآن حدّد العلاقة والمعاملة معهم، فاليهود أشدّ النّاس عداوة للذين آمنوا، والنّصارى أقربهم مودّة للذين آمنوا، بحسب نصوص القرآن الكريم، وقد حرّف أصحاب الحركات التّكفيريّة (داعش والنّصرة وغيرهم) تفسير كلام الله سبحانه وتعالى وفسّروه وفق أهوائهم للإساءة إلى أهل الكتاب، ولا يجوز أن تُفسّر آيات كتاب الله مالم يُعرف السّياق الّذي جاءت فيه هذه الآيات، وهذا لا يعرفه إلّا العالمون بكتاب الله. وقد دعت الآية إلى ملّة إبراهيم الّذي هو جامع للجميع وهو يجمع الأديان كلّها.
﴿حَنِيفًا﴾: مائلاً عن الشّرك إلى عبادة الله وحده.