في هذه الآية انتقل القرآن الكريم إلى قضيّة أحكام القتال، وهذا الموضوع مهمّ بالنّسبة لنا؛ لأنّ الحركات الإرهابيّة والمتطرّفة والتّكفيريّة استغلّت واستثمرت وحرّفت معاني بعض الآيات القرآنيّة من خلال فهم خاطئ وتفسير مبتور غير دقيق وغير صحيح لهذه الآيات، وغيّروا معاني ما أنزل الله سبحانه وتعالى، وهذا تحريف لكتاب الله سبحانه وتعالى.
ربّما يقول قائل: لماذا انتقل القرآن الكريم من موضوع إلى موضوع آخر؟ إنّ القرآن الكريم هو كلام الله وفضل كلام الله على كلام النّاس كفضل الله على النّاس، وهنا فارق كبير بين أن يكون القرآن الكريم قصّة، أو كتاب من صنع بشر فيكتب بتسلسل، وبين أن يكون كتاب هداية، فهذا الكتاب (القرآن الكريم) هو أحكام للإنسان، وهو من ربّ الإنسان، الّذي يعرف دخائل ومخارج هذا الإنسان: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ) [الملك: من الآية 14]، ويتعلّق بكلّ حركة للإنسان في الحياة وبعد الحياة، أي في عالم الغيب وما يتعلّق بمآل الإنسان، وما يتعلّق بصلاح الإنسان في هذه الدّنيا، وهو الرّسالة الّتي يريدها المولى سبحانه وتعالى من خلقه ومن عباده