الآية رقم (190) - وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ

في هذه الآية انتقل القرآن الكريم إلى قضيّة أحكام القتال، وهذا الموضوع مهمّ بالنّسبة لنا؛ لأنّ الحركات الإرهابيّة والمتطرّفة والتّكفيريّة استغلّت واستثمرت وحرّفت معاني بعض الآيات القرآنيّة من خلال فهم خاطئ وتفسير مبتور غير دقيق وغير صحيح لهذه الآيات، وغيّروا معاني ما أنزل الله سبحانه وتعالى، وهذا تحريف لكتاب الله سبحانه وتعالى.

ربّما يقول قائل: لماذا انتقل القرآن الكريم من موضوع إلى موضوع آخر؟ إنّ القرآن الكريم هو كلام الله وفضل كلام الله على كلام النّاس كفضل الله على النّاس، وهنا فارق كبير بين أن يكون القرآن الكريم قصّة، أو كتاب من صنع بشر فيكتب بتسلسل، وبين أن يكون كتاب هداية، فهذا الكتاب (القرآن الكريم) هو أحكام للإنسان، وهو من ربّ الإنسان، الّذي يعرف دخائل ومخارج هذا الإنسان: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ) [الملك: من الآية 14]، ويتعلّق بكلّ حركة للإنسان في الحياة وبعد الحياة، أي في عالم الغيب وما يتعلّق بمآل الإنسان، وما يتعلّق بصلاح الإنسان في هذه الدّنيا، وهو الرّسالة الّتي يريدها المولى سبحانه وتعالى من خلقه ومن عباده

وَقاتِلُوا: الواو استئنافية قاتلوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل.

فِي سَبِيلِ: متعلقان بقاتلوا.

الَّذِينَ: اسم موصول في محل نصب مفعول به.

يُقاتِلُونَكُمْ: فعل مضارع والواو فاعل والكاف مفعول به والجملة صلة الموصول.

وَلا تَعْتَدُوا: الواو عاطفة لا ناهية جازمة تعتدوا فعل مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل والجملة معطوفة.

إِنَّ اللَّهَ: إن ولفظ الجلالة اسمها.

لا: نافية.

يُحِبُّ: فعل مضارع والفاعل هو يعود إلى الله تعالى.

الْمُعْتَدِينَ: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة الفعلية خبر.

(إنَّ الله): تعليلية لا محل لها.

وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ: أي لإعلاء دينه، لأنه طريق إلى مرضاته، فالقتال في سبيل الله: هو القتال لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه.

يُقاتِلُونَكُمْ: أي يتوقع منهم قتالكم.

وَلا تَعْتَدُوا: أي لا تبدءوهم بالقتال.

إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ: المتجاوزين ما حدّ لهم من الشرائع والأحكام.

ومحبة الله لعباده: إرادة الخير والثواب لهم.