الآية رقم (31) - وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

علّم آدم المسمّيات وأسماءها، علّمه مفاتيح الأسباب.. واللّغة تأتي بالسّماع، وقد سمع آدم عليه السَّلام عن الله سبحانه وتعالى مباشرة: ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ] البقرة[.

وأعطاه ربّه مفاتيح الأسباب، وعلّمه الأسماء كلّها.. أي منحه العلم، وهو أعظم منحةٍ إلهيّة أدّت إلى الأمر الإلهيّ بأن تسجد الملائكة لأمر الله، فإذا كان آدم لم يستطع الطّيران، فقد حاول أبناؤه من بعده الطّيران.

وأعطاه ربّه العقل الّذي يصنع به الطّائرة، والدّبابة، وغير ذلك مما طوّع له صنعه، فأدّى هذا إلى الأمر الإلهيّ بتكريم آدم وبنيه الّذي ارتفع بالعقل والعلم.

﴿فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

وَعَلَّمَ: الواو حرف عطف، علم فعل ماض والفاعل مستتر تقديره هو يعود إلى الله تعالى.

آدَمَ: مفعول به أول منصوب بالفتحة.

الْأَسْماءَ: مفعول به ثان.

كُلَّها: توكيد للأسماء، ها ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة علم معطوفة على جملة قال.

ثُمَّ: حرف عطف.

عَرَضَهُمْ: فعل ماض، والهاء مفعول به، والميم علامة جمع الذكور والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.

عَلَى الْمَلائِكَةِ: متعلقان بعرض. والجملة معطوفة.

فَقالَ: الفاء عاطفة. قال فعل ماض والفاعل يعود إلى ربك والجملة معطوفة.

أَنْبِئُونِي: فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة، والواو فاعل والنون للوقاية والياء في محل نصب مفعول به.

بِأَسْماءِ: متعلقان بالفعل قبلهما.

هؤُلاءِ: اسم إشارة في محل جر بالإضافة. والجملة مقول القول.

إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ: انظر الآية 23. وجواب إن الشرطية محذوف دل عليه ما قبله.

وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ واحدها اسم، وهو في اللغة: ما به يعلم الشيء، والمراد به: أسماء المسميات، فحذف المضاف إليه، لكونه

معلوماً مدلولًا عليه، بذكر الأسماء، لأن الاسم لا بد له من مسمى.

ثُمَّ عَرَضَهُمْ1ك أي عرض المسميات، وفيه تغليب العقلاء.

أَنْبِئُونِي: أخبروني، وقد يستعمل الإنباء في الإخبار بما فيه فائدة عظيمة، وهو المراد هنا.

أَنْبِئُونِي: أريد به التعجيز والتبكيت.

فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ: فيه مجاز بالحذف، والتقدير: فأنبأهم بها، فلما أنبأهم.

ثُمَّ عَرَضَهُمْ: من باب التغليب للعقلاء على غير العقلاء.