﴿وَعَدَ اللَّهُ﴾: النّاس من عالم الأغيار، فربّما يعد أحدهم شخصاً بأمرٍ وفي الغد تتوفّاه المنيّة أو قد يفتقر..، فهو عالم أغيار، أمّا الحيّ الّذي لا يموت، الرّزّاق، القادر، فإذا وعد فإنّ وعده مُحقّقٌ.
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾: لم يكتفِ الله سبحانه وتعالى بذكر الإيمان فقط، بل أتبعه بترجمة الإيمان وذلك من خلال وظائف الإيمان الّتي تَرِد بعد التّكليف الإيمانيّ (افعل) و(لا تفعل) وهذا حلالٌ وهذا حرامٌ.
﴿لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾: قبل ذكر الجنّة أكّد الله سبحانه وتعالى على درء المفسدة، فدرء المفاسد هي دعوة النّاس جميعاً إلى المغفرة، فإن تاب العبد فإنّ الله عزَّ وجل أعدَّ له مغفرةً يتبعها الأجر العظيم وهو لقاء الله جلَّ جلاله وجنان النّعيم، فدائماً في وعد الجنّة تتقدّم المغفرة، وهذا مثالٌ يوضّح الأمر: فلو أنّ أمامك شخصين، أحدهما سيلقي عليك بحجرٍ والآخر سيلقي تفاحةً، فأنت تلتفت إلى صدّ الحجر قبل أخذ التّفاحة؛ لأنّ درء المفاسد مقدّمٌ على جلب المصالح، وهذه قاعدةٌ فقهيّةٌ.