(وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ): نحن نعلم أنّ السّيّد المسيح عليه السلام أُرسل إلى بني إسرائيل.
(أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ): بآية: أي بمعجزة، والمعجزة: هي الأمر الخارق للعادة الّذي يجري على يد مدّعي النّبوّة على وجهٍ يُثبت صدق دعواه. ومن معجزات المسيح عليه السلام:
– (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ): كلمة الخلق من العدم لا تُستخدم إلّا بحقّ الله سبحانه وتعالى، أمّا هنا فإنّ السّيّد المسيح يخلق من الطّين بأمر الله، فيصنع من الطّين طيراً، وهذا أمر طبيعيّ، لكن الأمر غير الطّبيعيّ أنّه ينفخ فيه بأمر الله سبحانه وتعالى فيصبح طيراً.
– (وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ): والأكمه هو الإنسان الأعمى منذ ولادته، ومرض البرص هو مرض معروف، يصبح الجلد فيه أبيضَ نتيجة تعطّل الغدد، فكان السّيد المسيح عليه السلام يمسح بيده على الأكمه فيبرأ، وعلى الأبرص فيشفى.
– (وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ): نحن نعلم أنّ لكلّ أجل كتاب، وأمّا إحياء عيسى عليه السلام للموتى فكما قال العلماء: يقول لفلان: قم، فيقوم، ثمّ يموت، لكن هي معجزة يُريها للنّاس بأنّه يحيي الموتى بأمر الله سبحانه وتعالى.
– (وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ): أخبركم بما تدّخرون، أي ماذا يوجد في بيوتكم من طعام، وما تأكلونه.
– (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ): فإن لم تكونوا مؤمنين مهما عملت فلن يفيد معكم؛ ولذلك جحد بنو إسرائيل.