الآية رقم (49) - وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

(وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ): نحن نعلم أنّ السّيّد المسيح عليه السلام أُرسل إلى بني إسرائيل.

(أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ): بآية: أي بمعجزة، والمعجزة: هي الأمر الخارق للعادة الّذي يجري على يد مدّعي النّبوّة على وجهٍ يُثبت صدق دعواه. ومن معجزات المسيح عليه السلام:

– (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ): كلمة الخلق من العدم لا تُستخدم إلّا بحقّ الله سبحانه وتعالى، أمّا هنا فإنّ السّيّد المسيح يخلق من الطّين بأمر الله، فيصنع من الطّين طيراً، وهذا أمر طبيعيّ، لكن الأمر غير الطّبيعيّ أنّه ينفخ فيه بأمر الله سبحانه وتعالى فيصبح طيراً.

– (وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ): والأكمه هو الإنسان الأعمى منذ ولادته، ومرض البرص هو مرض معروف، يصبح الجلد فيه أبيضَ نتيجة تعطّل الغدد، فكان السّيد المسيح عليه السلام يمسح بيده على الأكمه فيبرأ، وعلى الأبرص فيشفى.

– (وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ): نحن نعلم أنّ لكلّ أجل كتاب، وأمّا إحياء عيسى عليه السلام للموتى فكما قال العلماء: يقول لفلان: قم، فيقوم، ثمّ يموت، لكن هي معجزة يُريها للنّاس بأنّه يحيي الموتى بأمر الله سبحانه وتعالى.

– (وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ): أخبركم بما تدّخرون، أي ماذا يوجد في بيوتكم من طعام، وما تأكلونه.

– (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ): فإن لم تكونوا مؤمنين مهما عملت فلن يفيد معكم؛ ولذلك جحد بنو إسرائيل.

وَرَسُولًا: الواو عاطفة رسولا اسم معطوف على وجيها أو مفعول به لفعل محذوف أي ويجعله رسولا فالجملة معطوفة

إِلى بَنِي: بني اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم

إِسْرائِيلَ: مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية والعجمة

أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ: أن والياء اسمها والجملة خبرها. وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان برسولا.

بِآيَةٍ: متعلقان بجئتكم

مِنْ رَبِّكُمْ: متعلقان بمحذوف صفة آية

أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ: أن واسمها وجملة أخلق خبرها لكم متعلقان بمحذوف حال تقديره: مبرهنا لكم

مِنَ الطِّينِ: متعلقان بأخلق وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بدل من آية أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي.

كَهَيْئَةِ: الكاف اسم بمعنى مثل في محل نصب مفعول به وهيئة مضاف إليه

الطَّيْرِ: مضاف إليه

فَأَنْفُخُ فِيهِ: عطف على أخلق

فَيَكُونُ طَيْراً: فعل مضارع ناقص واسمها ضمير مستتر تقديره هو طيرا خبرها

بِإِذْنِ اللَّهِ: متعلقان بصفة طير ولفظ الجلالة مضاف إليه والجملة معطوفة

وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ: فعل مضارع ومفعول به والفاعل أنا والجملة معطوفة

وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّهِ: عطف والجار والمجرور متعلقان بالفعل ولفظ الجلالة مضاف إليه

وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ: بما متعلقان بالفعل أنبئكم والجملة معطوفة وجملة تأكلون صلة الموصول لا محل لها.

وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ: عطف على ما قبلها.

إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً: إن ولآية اسمها واللام هي المزحلقة وفي ذلك متعلقان بمحذوف خبرها

لَكُمْ: متعلقان بمحذوف صفة لآية

إِنَّ: شرطية جازمة

كُنْتُمْ: فعل ماض ناقص وهو في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمها

مُؤْمِنِينَ: خبرها منصوب بالياء والجملة مستأنفة، وجواب الشرط محذوف تقديره: إن كنتم مؤمنين اعتبرتم

أَنِّي أَخْلُقُ: أصور

والخلق: التصوير والتكوين على مقدار معين، لا الإنشاء والاختراع

كَهَيْئَةِ: مثل صورة الطير

الْأَكْمَهَ: من ولد أعمى

الْأَبْرَصَ: الذي به برص أي بياض في الجلد

بِإِذْنِ اللَّهِ: بإرادته