حَسَب: يعني عدّ، وحسِب: يعني ظنّ، إذاً الفارق بالحركة الإعرابيّة بين حسَب وحسِب.
﴿وَحَسِبُوا﴾: أي ظنّوا ألّا تكون فتنةٌ فعموا وصمّوا.
﴿فِتْنَةٌ﴾: يعني اختبارٌ وابتلاءٌ من الله سبحان وتعالى لشعب بني إسرائيل، نتيجةً لقتلهم وتكذيبهم الأنبياء صلوات الله عليهم، فإذاً هم عموا وصمّوا، ووسائل الإدراك أنت مسؤولٌ عنها، جعلها الله سبحانه وتعالى لك من أجل أن تُسأَل عنها، فأوّل قضيّةٍ هم أعموا أبصارهم، فلماذا قدّم العمى هنا على الصّمم؟ رغم أنّ السّمع دائماً يقدّم على البصر، لكن هنا قدّم البصر والعمى وهو عمى القلب؛ لأنّ التّجربة الّتي يراها الإنسان هي أصدق من التّجربة الّتي يسمعها؛ فعندما تكون الفتنة والاختبار يكون أوّلاً بما رأيت أنت، وبعد ذلك بما سمعت، وما بلّغت، وكما هو معلومٌ فإنّهم ارتكبوا كلّ الجرائم، فعبدوا العجل، وطالبوا أن يروا الله سبحانه وتعالى جهراً، وخاصموا الأنبياء وكذّبوهم، بل وقتلوهم، وفي كلّ مرّةٍ كان المولى سبحانه وتعالى يتوب عليهم ويعفو عنهم، ثمّ يعودون إلى نفس ما فعلوه من عمى القلب.
وهنا تأتي آياتٌ متتابعاتٌ تتعلّق بعقيدة النّصارى