الآية رقم (80) - وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ

﴿وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ﴾: حاجّه: أي حاججه، والحِجاج: هو الجدل المبطل لرأي الآخر.

﴿قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ﴾: بعد أن تحدّث عن الكواكب وعن القمر وعن الشّمس.. وكيف أنّها لا تضرّ ولا تنفع، وبيّن لهم أنّه مؤمنٌ بالله تبارك وتعالى الّذي فطر السّماوات والأرض، وقدّم الحجّة والبرهان على ذلك، ردّ على قومه عندما جادلوه وناقشوه بالباطل: ﴿أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ﴾، أنتم تحاجّون في أمر الإيمان بالله سبحانه وتعالى.

﴿وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا﴾: أي أنّهم خوّفوه.

﴿إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا﴾: لماذا استثنى هنا؟ والجواب: معنى هذا كأنّه يقول: بأنّكم تخوّفونني بالأدوات والوسائل، وقد يعتقد بعض النّاس أنّ الأسباب تفعل بمشيئتها، والواقع أنّ الأسباب تفعل بمشيئة الخالق سبحانه وتعالى، لذلك كان علماؤنا الأجلّاء يقولون: لا تقلق من تدابير البشر، فإنّ أقصى ما يستطيعون فعله معك هو تنفيذ إرادة الله سبحانه وتعالى فيك، أي لا تقلق من تدابير البشر؛ لأنّها لن تكون فاعلةً إلّا أن يشاء الله سبحانه وتعالى.

﴿أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ﴾: أفلا تتعظون.

وَحاجَّهُ قَوْمُهُ: فعل ماض ومفعوله وفاعله والجملة مستأنفة

قالَ: ماض وفاعله مستتر

أَتُحاجُّونِّي: الهمزة للاستفهام

تحاجوني: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والنون للوقاية والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والواو فاعل، والجملة مقول القول

فِي اللَّهِ: متعلقان بالفعل قبلهما.

وَقَدْ: الواو حالية وقد حرف تحقيق

هَدانِ: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر والنون للوقاية، والياء المحذوفة في محل نصب مفعول به، والجملة في محل نصب حال.

وَلا أَخافُ: الواو استئنافية، لا نافية أخاف فعل مضارع

ما: اسم موصول مبني على السكون في محجل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، والجملة مستأنفة

تُشْرِكُونَ بِهِ: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله والجملة صلة الموصول لا محل لها.

إِلَّا: أداة حصر

أَنْ يَشاءَ: مضارع منصوب بأن

رَبِّي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء المتكلم، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة

شَيْئاً: مفعول به أو نائب مفعول مطلق، والمصدر المؤول من أن والفعل بعدها في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف والتقدير ولكن مشيئة ربي أخافها.

وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ: فعل ماض وفاعل ومفعول به وشيء مضاف إليه والجملة تعليلية

عِلْماً: تمييز

أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله، ولا نافية والهمزة للاستفهام والفاء استئنافية

وجملة (تَتَذَكَّرُونَ): مستأنفة لا محل لها.

وَحاجَّهُ قَوْمُهُ: جادلوه في دينه، وهددوه بالأصنام أن تصيبه بسوء إن تركها.

والمحاجَّة:المجادلة والمغالبة، وتطلق الحجة على ما يدلي به الخصم لإثبات دعواه أو الرد على دعوى خصمه، والحجة: إما دامغة لا تقبل النقض، أو داحضة واهية لا تثبت شيئاً، فتسمى شبهة.

أَتُحاجُّونِّي: أي أتجادلونني.

فِي اللَّهِ: في وحدانية الله.

وَقَدْ هَدانِ: تعالى إليها.

وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ: أي تشركونه به من الأصنام أن تصيبني بسوء لعدم قدرتها على شيء.

إِلَّا: لكن.

أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً: من المكروه، يصيبني فيكون.

وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً: أي وسع علمه كل شيء.