﴿وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ﴾: حاجّه: أي حاججه، والحِجاج: هو الجدل المبطل لرأي الآخر.
﴿قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ﴾: بعد أن تحدّث عن الكواكب وعن القمر وعن الشّمس.. وكيف أنّها لا تضرّ ولا تنفع، وبيّن لهم أنّه مؤمنٌ بالله تبارك وتعالى الّذي فطر السّماوات والأرض، وقدّم الحجّة والبرهان على ذلك، ردّ على قومه عندما جادلوه وناقشوه بالباطل: ﴿أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ﴾، أنتم تحاجّون في أمر الإيمان بالله سبحانه وتعالى.
﴿وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا﴾: أي أنّهم خوّفوه.
﴿إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا﴾: لماذا استثنى هنا؟ والجواب: معنى هذا كأنّه يقول: بأنّكم تخوّفونني بالأدوات والوسائل، وقد يعتقد بعض النّاس أنّ الأسباب تفعل بمشيئتها، والواقع أنّ الأسباب تفعل بمشيئة الخالق سبحانه وتعالى، لذلك كان علماؤنا الأجلّاء يقولون: لا تقلق من تدابير البشر، فإنّ أقصى ما يستطيعون فعله معك هو تنفيذ إرادة الله سبحانه وتعالى فيك، أي لا تقلق من تدابير البشر؛ لأنّها لن تكون فاعلةً إلّا أن يشاء الله سبحانه وتعالى.
﴿أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ﴾: أفلا تتعظون.