الآية رقم (83) - وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ

﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ﴾: إذاً حتّى الأنبياء جاؤوا بالحجج حتّى يقنعوا العقول؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى هو خالق العقل، والعقل هو مناط التّكليف، فهذا هو الاحترام الكبير للعقل البشريّ، لذلك نرى أنّ الله سبحانه وتعالى عندما خلق آدم عليه السَّلام: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة]، احتجّ بالعلم، والعقل هو مناط العلم والتّكليف، وهذا هو الإسلام الّذي يتحدّث عنه فلا يزايدنّ أحدٌ علينا بموضوع العلم والإيمان والعقل البشريّ، فهذا أمرٌ من أسس الشّريعة الإسلاميّة، وهو واضحٌ تماماً، وهنا قال سبحانه وتعالى: ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا﴾ أراد الله سبحانه وتعالى أن تؤمن بالعقل، بالعلم، بالحجّة، بالبرهان، لذلك أعطى تبارك وتعالى الأنبياء عليهم السَّلام الحجج والبراهين.

﴿إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾: واستخدم الله سبحانه وتعالى هنا صفة العلم والحكمة؛ لأنّ الموضوع يتعلّق بالحجّة والعقل والبرهان والحكمة في وضع الأمور في نصابها وفي مكانها.

وَتِلْكَ: الواو استئنافية واسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب

حُجَّتُنا: خبر، ونا ضمير متصل في محل جر بالإضافة

آتَيْناها: فعل ماض وفاعله ومفعوله

إِبْراهِيمَ: مفعول به ثان والجملة في محل نصب حال

والجملة الاسمية (وتلك حجتنا): استئنافية لا محل لها

عَلى قَوْمِهِ: متعلقان بحجة

نَرْفَعُ: فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن

دَرَجاتٍ: حال منصوبة بالكسرة بدل الفتحة لأنها جمع مؤنث سالم.

مَنْ: اسم موصول مفعول به.

وجملة (نَشاءُ): صلة الموصول لا محل لها

وجملة (نرفع): في محل نصب حال.

إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ: إن واسمها وخبرها

عَلِيمٌ: خبر ثان والجملة مستأنفة.

وَتِلْكَ حُجَّتُنا: التي احتج بها إبراهيم على وحدانية الله من أفول الكوكب ونحوه.

آتَيْناها إِبْراهِيمَ: أرشدناه لها، حجة.

عَلى قَوْمِهِ: المشركين.

نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ: في العلم والحكمة.

إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ: في صنعه.

عَلِيمٌ: بخلقه.