﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ﴾: إذاً حتّى الأنبياء جاؤوا بالحجج حتّى يقنعوا العقول؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى هو خالق العقل، والعقل هو مناط التّكليف، فهذا هو الاحترام الكبير للعقل البشريّ، لذلك نرى أنّ الله سبحانه وتعالى عندما خلق آدم عليه السَّلام: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة]، احتجّ بالعلم، والعقل هو مناط العلم والتّكليف، وهذا هو الإسلام الّذي يتحدّث عنه فلا يزايدنّ أحدٌ علينا بموضوع العلم والإيمان والعقل البشريّ، فهذا أمرٌ من أسس الشّريعة الإسلاميّة، وهو واضحٌ تماماً، وهنا قال سبحانه وتعالى: ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا﴾ أراد الله سبحانه وتعالى أن تؤمن بالعقل، بالعلم، بالحجّة، بالبرهان، لذلك أعطى تبارك وتعالى الأنبياء عليهم السَّلام الحجج والبراهين.
﴿إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾: واستخدم الله سبحانه وتعالى هنا صفة العلم والحكمة؛ لأنّ الموضوع يتعلّق بالحجّة والعقل والبرهان والحكمة في وضع الأمور في نصابها وفي مكانها.