الآية رقم (82) - وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

كلّما جاء ذكر العذاب في القرآن الكريم جاءت بعده صورة مشرقة إيجابيّة للمؤمنين الطّائعين، وهؤلاء أصحاب الجنّة، أي هم الّذين اختاروا لأنفسهم الجنّة. والخلود في الجنّة ونعيمها لا يناله الإنسان بالإيمان بلسانه فقط، بل لا بدّ من العمل الصّالح؛ لأنّ الإيمان ما وقر في القلب وصدّقه العمل، كما أخبر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

والإيمان يقين في القلب، وعمل بالجوارح، وليس مجرّد كلامٍ باللّسان. ولا يُنال الخلود في الجنّة ونعيمها إلّا بالإيمان والعمل الصّالح.

﴿وَالَّذِينَ﴾: الواو حرف عطف مبني على الفتح، “الذين”: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
﴿آمَنُوا﴾: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، و”الواو” ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، وجملة “آمنوا” لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.
﴿وَعَمِلُوا﴾: الواو حرف عطف مبني على الفتح.
“عملوا”: تُعرب إعراب “آمنوا”، وجملة “عملوا” معطوفة على جملة “آمنوا”.
﴿الصَّالِحَاتِ﴾: مفعول به منصوب بالكسرة عوضًا من الفتحة لأنَّه جمع مؤنَّث سالم.
﴿أُولَئِكَ﴾: أولاء: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.
و”الكاف” حرف للخطاب مبني على الفتح.
﴿أَصْحَابُ﴾: خبر “أولئك” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره, وهو مضاف.
﴿الْجَنَّةِ﴾: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره.
وجملة “أولئك أصحاب الجنة” في محل رفع خبر المبتدأ “الذين”.
﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾: تقدم إعرابها في الآية السابقة، وهو :«هُمْ: ضمير رفع منفصل مبني في محل رفع مبتدأ.
﴿فِيهَا﴾: جار ومجرور متعلّقان بـ “خالدون”.
﴿خَالِدُونَ﴾: خبر مرفوع بالواو؛ لأنَّه جمع مذكر سالم.
وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب حال».
وجملة “هم فيها خالدون” خبر ثان لـ “الذين”، أو معطوفة على جملة “أولئك أصحاب النار” بدون حرف عطف.

دخول الجنة منوط بالإيمان والعمل الصالح معًا

كما روى مسلم «أنَّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال لسفيان بن عبد الله الثقفي، وقد قال له:يا رسول الله، قل لي في الإسلام

قولا، لا أسأل عنه أحدا بعدك، قال: قل:آمنت بالله، ثم استقم» .