الآية رقم (42) - وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

لأنّ القرآن الكريم كلام ربٍّ وليس كلام عبدٍ قال سبحانه وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾، واعترض بجملةٍ اعتراضيّةٍ: ﴿لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾، فالإيمان هو عمل القلب، ولكن لا يكفي وحده، لا بدّ من عمل الجوارح؛ لأنّه قد يقول إنسانٌ: بأنّني مؤمنٌ، ويكذب، يقول: بأنّني مؤمنٌ، ويرتشي، يقول: بأنّني مؤمنٌ، ويغتاب، يقول: بأنّني مؤمنٌ، ويسرق، يقول: بأنّني مؤمنٌ، ويقتل، يقول: بأنّني مؤمنٌ، ويؤذي جيرانه، يقول صلَّى الله عليه وسلَّم: «ما آمن بي من بات شبعانَ وجاره جائعٌ إلى جنبه وهو يعلم به»([1])، لم يقل: (ما أسلم بي)، الإيمان هو عمل القلب مع عمل الجوارح، يتحقّق السّلوك مع ما يتّفق مع العقيدة، فلا إيمان من غير عملٍ صالحٍ، لذلك نجد الآيات كلّها الّتي تتحدّث عن الإيمان تربط بين الإيمان والعمل الصّالح، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر]، الصّالحات جمع صالحة، فلا يعمل السّيئات، ولا يعمل إلّا ما يصلح لنفسه ولغيره، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «الإيمان بضعٌ وسبعون، أو بضعٌ وستّون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلّا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطّريق»([2])، حتّى إماطة الأذى عن الطّريق هي شعبةٌ من شعب الإيمان؛ لأنّه عمل جوارح.

وَالَّذِينَ: اسم موصول مبتدأ

وجملة (آمَنُوا): صلة الموصول لا محل لها.

وَعَمِلُوا: الجملة معطوفة

الصَّالِحاتِ: مفعول به لعملوا منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة الفعلية معطوفة

لا نُكَلِّفُ: مضارع ولا نافية.

نَفْساً: مفعول به أول.

إِلَّا: أداة حصر

وُسْعَها: مفعول به ثان والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن والجملة اعتراضية

أُولئِكَ: اسم اشارة مبتدأ

أَصْحابُ: خبر والجملة الاسمية خبر الذي.

الْجَنَّةِ: مضاف إليه

هُمْ: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ

فِيها: متعلقان بالخبر

خالِدُونَ: خبره والجملة في محل نصب حال.

وُسْعَها: طاقتها من العمل في الأحوال العادية، لا في وقت الشدة والضيق.