قال العلماء: هذه الآية تتعلّق بالالتقاء بين رجلين أي اللّواط، وهذا الأمر محرّم شرعاً كما ورد في نصّ هذه الآية، أو كما قال معظم العلماء في تفسيرها، والله جعل الفطرة السّليمة للإنسان تقبل الالتقاء بين الرّجل والمرأة، وفق القواعد الضّابطة للشّهوات من خلال الزّواج بشروطه، فكما كانت تتحدّث الآيات السّابقة عن اللّاتي يأتين الفاحشة من نسائكم وجعل الضّوابط هي شهادة أربعة لحفظ الأعراض والأنساب، أيضاً حرّم الإسلام الشّذوذ الجنسيّ، والّذين يطالبون بتدمير القيم من خلال المثليّة الجنسيّة الّتي هي السّبب الرّئيسيّ في تفكّك المجتمعات الغربيّة وتفشّي مرض الإيدز وأمراض أخرى، ولا شكّ أنّ الانحلال الأخلاقيّ هو مرض اجتماعيّ وصحّيّ، وهذا ينعكس على كلّ البشريّة من خلال التّخلّي عن القيم الّتي جاءت بها الأديان السّماويّة، وهي واضحة من ثنايا تعاليم القرآن الكريم، فالمرأة ليست أداة للزّينة وللّهو وللمتعة الجسديّة، وإنّما هي شريكة للرّجل في كلّ شؤون الحياة، ويجب على الإنسان ألّا يدع شهوته تسيّره إلى الحضيض والمهالك، وإنّما الإنسان العاقل هو الّذي يستطيع أن يسيّر شهوته ويضبطها وفق الحدود الّتي حدّدها الله سبحانه وتعالى.
﴿فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا﴾: هناك دعوة متكرّرة للإصلاح في المجتمع وهي التّوبة، فإذا تاب الإنسان وأصلح ما أفسد فإنّ الله كان وما زال توّاباً رحيماً.
﴿إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾: توّاب: صيغة مبالغة، فالله يتوب على هذا وعلى هذا، يقبل التّوبة الصّادقة من كلّ الخلق.
رحيماً: يرحم الإنسان بألّا يجعله يقع في الذّنب.