نحن نعتقد أنّ الآية مكرّرة، لكنّ الحقيقة ليست كذلك، ففي الآية السّابقة قال سبحانه وتعالى: ﴿يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾، وفي هذه الآية يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا﴾.
لماذا هذا التّكرار؟ الآية الأولى أن يتوبَ عليكم، أي أنّه شرع التّوبة لتتوبوا، ولو أنّ الله سبحانه وتعالى لم يشرّع التّوبة، ولم يرد أن تكون بشرائعه، لكان الإنسان إذا ارتكب ذنباً سيُحاسب عليه وليس له توبة، ثمّ جاءت الآية الثّانية: ﴿وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ﴾ أي أنّه سبحانه وتعالى يتقبّل توبتكم.
إذاً: فالله سبحانه وتعالى أوّلاً شرع التّوبة، وثانياً يتقبّل التّوبة، وهذا من فضله عزَّ وجلورحمته علينا، وهو الفارق بين الآيتين.