﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا﴾: يا محمّد، أخبر اليهود واتل عليهم نبأ الّذي آتيناه آياتنا، فمن هو هذا الرّجل الّذي آتيناه آياتنا؟ يجب أن يكون موجوداً عندهم في التّوراة، وهذا الرّجل هو بلعام بن باعوراء كما قالت كتب التّفسير وأجمع عليه العلماء، وهو أحد علماء بني إسرائيل، وكان بلعام إذا دعا الله سبحانه وتعالى استجاب له، حتّى سيّدنا موسى عليه السلام كان يأتي إليه، فهو من كبار علماء بني إسرائيل، أعطاه الله سبحانه وتعالى معجزاتٍ وآياتٍ وعلماً جمّاً ﴿فَانْسَلَخَ مِنْهَا﴾ واستعمال كلمة: (انسلخ) دليلٌ على أنّ الآيات كانت محيطةً به إحاطةً قويّةً، أي عنده آياتٌ كثيرةٌ بيّنها الله سبحانه وتعالى له من العلم والفتوحات.
﴿فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ﴾: إنّ الشّيطان عندما يجد هذا العالِـم الّذي كان لديه الكثير من العطاءات الإلهيّة ينسلخ رويداً رويداً عمّا أعطاه الله سبحانه وتعالى فإنّه يقترب منه ويتبعه، وكأنّ هذه خطوات الشّيطان الضّالّ المضلّ والعلاقة معه.
﴿فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾: الغاوي؛ أي الممعن في الضّلال، الّذي يضلّ هو ويضلّ غيره أيضاً.