الضّرّ: هو ما يصيب الكائن الحيّ ممّا يُخرجه عن استقامة حياته، في صحته أو في حاله أو ماله أو رزقه أو عطائه، فالآلام منبّهاتٌ للنّعم، فالإنسان صحيحٌ، فإذا مرض تنبّه لنعمةٍ غفل عنها، وعن الشّكر عليها، وهي نعمة الصّحّة، قال النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النّاس، الصّحّة والفراغ»([1])، الآفات والآلام كلّها منبّهاتٌ للنّعم، لذلك لحظة الكرب يقول الإنسان: يا ربّ، ويلجأ ويفزع إلى الله جلَّ جلاله، الطّبيب لا يشفي، ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشّعراء]، أنت مأمورٌ بالعلاج، وبالذّهاب إلى الطّبيب، ولكنّ الشّافي هو ربّ الطّبيب وليس الطّبيب، لذلك تجد الكثيرين من الأطبّاء يؤمنون بالله سبحانه وتعالى من خلال ما يرونه من معجزاتٍ في خلقه، ويعلمون بأنّ الشّفاء ليس بأيديهم، هم يشخّصون المرض ويعطون الدّواء ويقولون: الأمر بيد الله سبحانه وتعالى، كما قال الشّاعر:
إنَّ الطّبيبَ لهُ علمٌ يُدِلُّ بِه |
إن كان للمرءِ في الأيّامِ تأخيرُ |