(وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ): أي لم ينفّذوا بنود العهد.
(وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ): وعابوا في الدّين عيباً كبيراً، وهذا ما فعلته اليهود وقريش أيضاً فهم لا عهد لهم ولا عقد، وطعنوا في أمور المسلمين كلّها ونكثوا كلّ المواعيد والمواثيق الّتي مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجاء الأمر بالقتال.
(فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ): أئمّة الكفر: مجرمو الحرب؛ وهم الرّؤوس الأساسيّة الّتي حرّضت على قتال المسلمين، كأبي جهلٍ والوليد وأميّة بن خلف وغيرهم، وقد خرج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في بدر مع الفئة القليلة المؤمنة ليستردّوا أموالهم ولم يكونوا يريدون القتال، ففرّ أبو سفيان بالقافلة، لكنّ مشركي العرب في ذلك الوقت أصرّوا على أن يرسلوا جيشاً جرّاراً بقيادة أبي جهل عمرو بن هشام والوليد بن المغيرة، فهم أئمّة الكفر وأئمّة الضّلال، وهم مجرمو الحرب الّذين عذّبوا صُهيباً وبلالاً وآذوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فإذاً جاء الإذن بقتالهم فقاتلوهم.