﴿وَإِن كَذَّبُوكَ﴾: شاء الحقّ سبحانه وتعالى أن يأتي بالتّكذيب في مقام الشّكّ، فلم يقل: (إذا كذّبوك) بل قال: (إن) وهي تستعمل في المشكوك.
﴿فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ﴾: أي أبلغهم أنّي لا أريد أن أحملكم على ما أعمل، إنّما أريدكم أن تعملوا الخير، فإن لم تعملوا الخير فهذا لن يؤثّر في حصيلة عملي، والله سبحانه وتعالى أراد من النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن ينقل الخير إلى أمّته، فإن ظلّوا على الشّرّ فلن ينال هذا الشّرّ من النّبيّ صلى الله عليه وسلم ؛ لأنّ خير البلاغ هو بالمنهج يعطيه : للآخرين، فهو أوّلاً يطبّقه على نفسه صلى الله عليه وسلم منهجاً وسلوكاً ويجازى عليه، والّذين يتأبّون على الاستجابة هم دائماً أصحاب المصالح والشّرور، ويظهر في هذه الآية أدب الحوار والمناقشة الرّاقي، كقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴾ {سبأ: من الآية 24}.