الآية رقم (193) - وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ

أي إن كنتم صامتين أو دعوتم فالأمر سيّان؛ لأنّكم تدعون حجارةً وأوثاناً وتدعون أرباباً من دون الله سبحانه وتعالى، وهذا يدلّ على أنّ المقصود بالشّرك هنا ليس فقط عبادة الأصنام والأوثان، وإنّما أن تعتقد بأنّ فلاناً يضرّ وينفع ويصل ويقطع ويرفع ويمنع ويعزّ ويذلّ مع الله سبحانه وتعالى .

«وَإِنْ» شرطية «تَدْعُوهُمْ» مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله والهاء مفعوله.

«إِلَى الْهُدى» متعلقان بالفعل. «لا يَتَّبِعُوكُمْ» مضارع مجزوم جواب الشرط ولا نافية والجملة لا محل لها جواب شرط جازم لم يقترن بالفاء أو إذا الفجائية.

«سَواءٌ» مبتدأ مرفوع أو خبر وما بعده مبتدأ. «عَلَيْكُمْ» متعلقان بسواء والجملة استئنافية. «أَدَعَوْتُمُوهُمْ» الهمزة للاستفهام وفعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل والتاء ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء مفعول به والميم لجمع الذكور. وقد أشبعت الضمة فصارت واوا.

والهمزة للتسوية والاستفهام، وهي مؤولة مع الفعل بعدها بمصدر في محل رفع خبر المبتدأ، أو مبتدأ وسواء خبر. «أَمْ» حرف عطف. «أَنْتُمْ» مبتدأ. «صامِتُونَ» خبر والجملة معطوفة.

قال الأخفش : أي وإن تدعوا الأصنام إلى الهدى لا يتبعوكم .