الآية رقم (227) - وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

إن زاد الإيلاء عن أربعة أشهر يحقّ للمرأة أن تطلب الطّلاق.

عندما وضع الإسلام أحكام الطّلاق وأحكام العدّة وما يتعلّق بهذه الأمور ضمن للإنسان كرامته وحقوقه، سواء كان رجلاً أم امرأة؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى هو الّذي خلق الزّوجين الذّكر والأنثى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات: من الآية 13]، ونحن عندما نتحدّث عن النّساء وما يتعلّق بهنّ، يجب أن نعلم أنّ القرآن الكريم أفرد سورة من السّور الطّوال باسم (النّساء)، ولم يفرد سورة كاملة باسم الرّجال، وضرب الله مثلاً بامرأة فرعون فقال: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [التّحريم]، كذلك سمّى سورة بأكملها باسم البتول العذراء السّيّدة مريم، وتحدّث الله سبحانه وتعالى بإسهاب عن امرأة عمران جدّة المسيح عليه السَّلام، وليس عن عمران جدّ المسيح، هذه كلّها علامات تكريم للمرأة: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ *  هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) [آل عمران]،  علّمت السّيّدة مريم، وهي امرأة، نبيَّ الله زكريّا عليه السَّلام أنّ الله تبارك وتعالى يرزق من يشاء بغير حساب، كان الحديث عن جدّة المسيح عليه السَّلام ثمّ عن أمّ المسيح عليه السَّلام السّيّدة مريم عليها السّلام.

وَإِنْ: الواو عاطفة إن حرف شرط جازم

عَزَمُوا: فعل ماض مبني على الضم والواو فاعل

الطَّلاقَ: مفعول به وقيل منصوب بنزع الخافض أي على الطلاق. والجملة معطوفة

فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ: الفاء رابطة لجواب الشرط وإن ولفظ الجلالة اسمها وسميع عليم خبراها

(فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ): والجملة في محل جزم جواب الشرط.وقيل جواب الشرط محذوف تقديره فليوقعوه.

عَزَمُوا الطَّلاقَ: صمموا على إيقاع الطلاق، وعزموا ألا يعودوا إلى الاستمتاع بنسائهم.

فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ: لقولهم.

عَلِيمٌ: بعزمهم، أي ليس لهم بعد تربص مدة أربعة أشهر إلا الفيئة أو الطلاق

فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ: خرج الخبر عن ظاهره إلى معنى الوعيد والتهديد.