الآية رقم (6) - وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ

(وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ): أي طلب منك الحماية والجوار وهو مشركٌ.

(فَأَجِرْهُ): أعطه الأمان.

(حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ): عندما تعطيه الأمان ويكون عندك لا بدّ أن تسمعه كلام الله سبحانه وتعالى.

(ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ): فإن رفض فعليك ألّا تقتله بل أوصله إلى المكان الّذي يؤدّي به إلى الأمان هذا هو دين الأمان والسّلام والأمن والاطمئنان، وليس دين القتل والإرهاب.

(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ): فهم لا يعلمون، فلا بدّ أن تعلّمهم فالعلم هو الطّريق الأساسيّ بالنّسبة للدّعوة إلى الله سبحانه وتعالى، فالإسلام لم ينتشر بالسّيف ولا بالجزية، وإنّما انتشر بالقدوة، أي بالقيم والأعمال الصّالحة، وقد قال نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم: «أكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً، الموطَّؤون أكنافاً الّذين يألفون ويؤلفون، وليس منّا من لا يألف ولا يؤلف»([1])، هنا يتبيّن لنا من خلال هذه الآيات أنّ رصد الحركة والعقوبة تختلف باختلاف مواقع المشركين في تلك البيئة الّتي نزلت فيها هذه الآيات، فلا يأتينّ إنسانٌ ويأخذ هذه الآية ويبترها من مكانها وسياقها ويقول: واقتلوا المشركين كافّة حتّى يصلّوا، فهذا تحريفٌ للدّين.


(([1] المعجم الأوسط: ج4، من اسمه عبد الله، الحديث رقم (4422).

وَإِنْ: حرف شرط جازم، والواو للاستئناف.

أَحَدٌ: فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده.

مِنَ الْمُشْرِكِينَ: متعلقان بمحذوف صفة أحد.

اسْتَجارَكَ: فعل ماض ومفعوله والفاعل هو، والجملة تفسيرية لا محل لها.

فَأَجرْهُ: فعل أمر مبني على السكون فاعله أنت، والهاء مفعوله والفاء رابطة لجواب الشرط والجملة في محل جزم جواب الشرط.

حَتَّى: حرف غاية وجر.

يَسْمَعَ: مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى، والمصدر المؤول من حتى والفعل في محل جر بحتى، والجار والمجرور متعلقان بالفعل أجره.

كَلامَ: مفعول به.

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه.

ثُمَّ: حرف عطف.

أَبْلِغْهُ: فعل أمر فاعله مستتر والهاء مفعوله الأول

مَأْمَنَهُ: مفعوله الثاني والجملة معطوفة.

ذلِكَ: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد والكاف للخطاب.

بِأَنَّهُمْ: أن والهاء اسمها

قَوْمٌ: خبرها.

(لا يَعْلَمُونَ): في محل رفع صفة لقوم. والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر.

اسْتَجارَكَ: طلب جوارك، أي حمايتك وأمانك واستأمنك من القتل.

فَأَجِرْهُ: أمّنه.

كَلامَ اللَّهِ: أي القرآن.

مَأْمَنَهُ: مكان أمنه، وهو مسكنه الذي يأمن فيه، أو دار قومه، إن لم يؤمن، لينظر في أمره.

ذلِكَ: المذكور.

بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ: الإسلام أو دين الله وحقيقته، فلا بدّ لهم من إعطاء الأمان، لسماع القرآن، وفهم الحقّ، ليعلموا، ولا يبقى لهم معذرة.