(وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ): أي طلب منك الحماية والجوار وهو مشركٌ.
(فَأَجِرْهُ): أعطه الأمان.
(حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ): عندما تعطيه الأمان ويكون عندك لا بدّ أن تسمعه كلام الله سبحانه وتعالى.
(ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ): فإن رفض فعليك ألّا تقتله بل أوصله إلى المكان الّذي يؤدّي به إلى الأمان هذا هو دين الأمان والسّلام والأمن والاطمئنان، وليس دين القتل والإرهاب.
(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ): فهم لا يعلمون، فلا بدّ أن تعلّمهم فالعلم هو الطّريق الأساسيّ بالنّسبة للدّعوة إلى الله سبحانه وتعالى، فالإسلام لم ينتشر بالسّيف ولا بالجزية، وإنّما انتشر بالقدوة، أي بالقيم والأعمال الصّالحة، وقد قال نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم: «أكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً، الموطَّؤون أكنافاً الّذين يألفون ويؤلفون، وليس منّا من لا يألف ولا يؤلف»([1])، هنا يتبيّن لنا من خلال هذه الآيات أنّ رصد الحركة والعقوبة تختلف باختلاف مواقع المشركين في تلك البيئة الّتي نزلت فيها هذه الآيات، فلا يأتينّ إنسانٌ ويأخذ هذه الآية ويبترها من مكانها وسياقها ويقول: واقتلوا المشركين كافّة حتّى يصلّوا، فهذا تحريفٌ للدّين.