﴿وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ﴾: (وإمّا) مكوّنةٌ من (إن) و(ما)، وإنّ الّذين كذّبوا بالرّسول صلى الله عليه وسلم فالله جل جلاله يعدهم بالعذاب والهوان والعقاب والفضيحة، فإمّا أن ترى ذلك يا محمّد، وإمّا أن نتوفّينّك قبل أن ترى هذا في الدّنيا، ولكنّك ستراه في الآخرة، حين تشاهدهم في الهوان الأبديّ الّذي يصيبهم في اليوم الآخر، فالقضيّة ليست قضيّة الحياة الدّنيا فقط، وإنّما حياة الدّنيا والآخرة، فلا ننظر إلى مشهدٍ واحدٍ من مسرح الحياة، هم قالوا: لا إله، والنّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: هناك إلهٌ خالقٌ، وهم ادّعوا بقدرتهم على نشر العدل بين البشر، لكنّ وعد الله سبحانه وتعالى حقٌّ ووعده عز وجلهو العدل المطلق؛ لأنّ هذا العدل هو في الدّنيا وفي الآخرة.
﴿ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ﴾: فلا تحتاج شهادةً من أحدٍ؛ لأنّه سبحانه وتعالى شهيدٌ على ما يفعلون، ﴿ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ {النّساء: من الآية 79}.