عند ذكر قصّة نوحٍ عليه السَّلام قال سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِه﴾، وهنا قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا﴾ أي لقد أرسلنا إلى عادٍ أخاهم هوداً، ﴿أَخَاهُمْ﴾: أي من جنسهم، لغته من لغتهم، يأنسون به ويعرفون عنه كلّ شيءٍ، والله سبحانه وتعالى يرسل الرّسل من جنس أقوامهم حتّى تكون حياتهم واضحةً جليّةً كصفحةٍ مفتوحةٍ أمام القوم، فإذا ما كذّبوهم يكون هذا التّكذيب واضحاً تماماً؛ لأنّهم عهدوا هذا الرّسول الّذي كان معهم وقد شهدوا مولده وحياته وشبابه وأمانته وعفّته وصدقه وإخلاصه…
سيّدنا هود عليه السَّلام جاء إلى قوم عادٍ الّذين جاء ذكرهم في مقاطعَ أخرى في القرآن الكريم.
﴿قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ﴾: كلّ رسولٍ يكرّر الرّسالة ذاتها، وهي عبادة المولى سبحانه وتعالى، والعبادة تعني الطّاعة.
﴿مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ﴾: أي لا إله إلّا الله عزَّ وجلّ.
﴿أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾: وثالثاً المطلوب التّقوى والنّصح للقوم.