الرّسالات كلّها جاءت بالأوامر ذاتها: عبادة الله سبحانه وتعالى وطاعته وأنّه لا إله غيره جلَّ جلاله.
﴿قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ﴾: هنا يوجد قضيّةٌ جديدةٌ، وهي البيّنة أي المعجزة، وهي الدّليل على صدق بلاغ صالحٍ عليه السَّلام عن الله سبحانه وتعالى.
﴿هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً﴾: كما ورد في التّفاسير بأنّ القوم حاجّوا صالحاً عليه السَّلام وناقشوه كثيراً، أصبحوا يدعون آلهتهم، ويقولون: ادع أنت إلهك حتّى يخرج لنا كذا، وعندما دعا خرجت ناقةٌ من صخرةٍ كبيرةٍ.
﴿فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ﴾: دعوها تأكل في أرض الله عزَّ وجلّ.
﴿وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾: إيّاكم أن تمسّوها بأيّ سوءٍ، وكانت هذه النّاقة كما أخبر سبحانه وتعالى في آيةٍ أخرى: ﴿قَالَ هَٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ﴾ [الشّعراء]، أي البئر أو المكان الّذي يشربون منه، كانت النّاقة لها يومٌ واحدٌ تشرب منه وهم لا يشربون، وهم يشربون في اليوم الآخر.