يتابع المولى سبحانه وتعالى ما امتنّ به على رسوله الكريم وعلى المؤمنين من عطاءٍ قبل هذه الموقعة وأثناءها وبعدها، وقد سمّاها المولى سبحانه وتعالى موقعة الفرقان، فالله سبحانه وتعالى أرى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: والمؤمنين معه عند اللّقاء أنّ عدد المشركين قليلٌ، والحقيقة هم كانوا ثلاثة أضعافٍ، وذلك لتقويّة الرّوح المعنويّة لدى المؤمنين، حتّى يروا أنّهم يستطيعون أن يجابهوهم ويحاربوهم وينتصروا عليهم، وكذلك قلّل الله سبحانه وتعالى عدد المؤمنين الّذين كانوا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : في أعين المشركين، فمع أنّهم كانوا قلّةً قرابة ثلاثمئةٍ إلّا أنّ الله سبحانه وتعالى جعل هذه القلّة في أعين المشركين أقلّ من الواقع، حتّى يشعر المشركون بالارتياح والزّهو بأنّهم سينتصرون، فهذه من الإعدادات الّتي أعدّها الله سبحانه وتعالى للمؤمنين.
(لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ۗ): الأمر المفعول هو أن يتمّ اللّقاء وتتمّ موقعة بدر، فالأمر هو ألّا تكون القضيّة قضيّة العير، وإنّما أن تكون هي النّفير.
(وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ): الأمور جمع أمر، ولا يتمّ أمرٌ من الأمور صغيرٌ أو كبيرٌ إلّا إلى الله سبحانه وتعالى مرجعه.