الآية رقم (44) - وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ

يتابع المولى سبحانه وتعالى ما امتنّ به على رسوله الكريم وعلى المؤمنين من عطاءٍ قبل هذه الموقعة وأثناءها وبعدها، وقد سمّاها المولى سبحانه وتعالى موقعة الفرقان، فالله سبحانه وتعالى أرى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: والمؤمنين معه عند اللّقاء أنّ عدد المشركين قليلٌ، والحقيقة هم كانوا ثلاثة أضعافٍ، وذلك لتقويّة الرّوح المعنويّة لدى المؤمنين، حتّى يروا أنّهم يستطيعون أن يجابهوهم ويحاربوهم وينتصروا عليهم، وكذلك قلّل الله سبحانه وتعالى عدد المؤمنين الّذين كانوا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : في أعين المشركين، فمع أنّهم كانوا قلّةً قرابة ثلاثمئةٍ إلّا أنّ الله سبحانه وتعالى جعل هذه القلّة في أعين المشركين أقلّ من الواقع، حتّى يشعر المشركون بالارتياح والزّهو بأنّهم سينتصرون، فهذه من الإعدادات الّتي أعدّها الله سبحانه وتعالى للمؤمنين.

(لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ۗ): الأمر المفعول هو أن يتمّ اللّقاء وتتمّ موقعة بدر، فالأمر هو ألّا تكون القضيّة قضيّة العير، وإنّما أن تكون هي النّفير.

(وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ): الأمور جمع أمر، ولا يتمّ أمرٌ من الأمور صغيرٌ أو كبيرٌ إلّا إلى الله سبحانه وتعالى مرجعه.

وَإِذْ: عطف.

يُرِيكُمُوهُمْ: يريكم فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به والميم للجمع وقد أشبعت ضمتها إلى الواو والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به ثان.

إِذْ: ظرف متعلق بالفعل.

الْتَقَيْتُمْ: فعل ماض مبني على السكون، والتاء فاعل والميم لجمع الذكور.

فِي أَعْيُنِكُمْ: متعلقان بقليلا.

قَلِيلًا: حال لأن يري بصرية وليست قلبية، والجملة في محل جر بالإضافة.

وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ: عطف.

لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً: فعل مضارع وفاعل ومفعول به والمصدر المؤول في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بيقللكم.

كانَ مَفْعُولًا: كان وخبرها واسمها محذوف والجملة صفة.

وَإِلَى اللَّهِ: متعلقان بترجع.

تُرْجَعُ: مضارع مبني للمجهول

الْأُمُورُ: نائب فاعل والجملة مستأنفة.

وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ: أيها المؤمنون.

قَلِيلًا: نحو سبعين أو مائة، لتقدموا عليهم.

وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ: ليقدموا ولا يرجعوا عن القتال. وهذا قبل بدء المعركة، أما بعد بدئها فأراهم إياكم مثليهم، كما في آل عمران.

تُرْجَعُ: تصير.