الآية رقم (58) - وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ

حين رفض شعب بني إسرائيل رزق السّماء من المنّ والسّلوى ولم يعجبهم ما أنعم الله عليهم بل تكبّروا، قال لهم ربّهم: ﴿ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا﴾: أي بهناء وراحة.

﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا: أي خاضعين لله سبحانه وتعالىطائعين شاكرين له.

﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ: أي ادعوا الله سبحانه وتعالىأن يحطّ عنكم خطاياكم بغفرانها لكم.

﴿نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ: الإحسان هو زيادة الفعل من جنس الشّيء، كأن تخرج زكاة مالك وتزيد عليها، فالزّيادة على الزكاة تعدُّ صدقة، والصّدقة تدخل في باب الإحسان، والإحسان بمعناه العامّ كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم هو: أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك. ولم يقل: كأنّه يراك؛ لأنّه يراك فعلاً، أمّا أنت فكأنّك تراه؛ لأنّك لا تراه، مثل أن تكون في حضرة والدك في البيت فتحترم وجوده أمامك؛ لأنّك تراه، أو أن يكون أمامك شخص عظيم له أهميّة وقدر عندك فكيف تتصرّف أمامه؟! ولله المثل الأعلى.

والإحسان هو أن تعبد الله، والعبادة ليست هي فرائض الصّلاة والصّوم والزكاة والحجّ فحسب، بل هي كلّ حركة الإنسان في هذه الحياة.

وَإِذْ: تكرر إعرابها.

قُلْنَا: فعل ماض وفاعل.

ادْخُلُوا: فعل أمر وفاعل والجملة مقول القول.

(قلنا): مضاف إليه.

هذِهِ: اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به على السعة. وقيل منصوب على الظرفية المكانية.

الْقَرْيَةَ: بدل منصوب.

فَكُلُوا: الجملة معطوفة على ادخلوا.

مِنْها: الجار والمجرور تعلقان بكلوا.

حَيْثُ: مفعول فيه ظرف مكان مبني على الضم متعلق بالفعل وقيل بمحذوف حال متنقلين حيث شئتم.

شِئْتُمْ: فعل ماض وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة.

رَغَداً: حال منصوبة.

وَادْخُلُوا: معطوفة على كلوا.

الْبابَ: مفعول به على السعة.

سُجَّداً: حال منصوبة.

وَقُولُوا: معطوفة على ادخلوا.

حِطَّةٌ: خبر لمبتدأ محذوف تقديره شأننا حطة. والجملة مقول القول.

نَغْفِرْ: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب، والفاعل نحن.

لَكُمْ: متعلقان بنغفر.

خَطاياكُمْ: مفعول به.

وَسَنَزِيدُ: الواو استئنافية، والسين للاستقبال نزيد فعل مضارع، والفاعل نحن.

الْمُحْسِنِينَ: مفعول به منصوب بالياء. والجملة مستأنفة.

هذِهِ الْقَرْيَةَ: بيت المقدس أو أريحا.

رَغَداً: أكلاً واسعاً هنيئاً لا عناء فيه ولا حجر عليه.

الْبابَ: بابها.

سُجَّداً: منحنين متواضعين متذللين لله.

حِطَّةٌ: أي سؤالنا أن تحطّ عنا ذنوبنا أو خطايانا، والمراد: اسألوا الله المغفرة.