حين رفض شعب بني إسرائيل رزق السّماء من المنّ والسّلوى ولم يعجبهم ما أنعم الله عليهم بل تكبّروا، قال لهم ربّهم: ﴿ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا﴾: أي بهناء وراحة.
﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا﴾: أي خاضعين لله سبحانه وتعالىطائعين شاكرين له.
﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾: أي ادعوا الله سبحانه وتعالىأن يحطّ عنكم خطاياكم بغفرانها لكم.
﴿نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾: الإحسان هو زيادة الفعل من جنس الشّيء، كأن تخرج زكاة مالك وتزيد عليها، فالزّيادة على الزكاة تعدُّ صدقة، والصّدقة تدخل في باب الإحسان، والإحسان بمعناه العامّ كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم هو: أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك. ولم يقل: كأنّه يراك؛ لأنّه يراك فعلاً، أمّا أنت فكأنّك تراه؛ لأنّك لا تراه، مثل أن تكون في حضرة والدك في البيت فتحترم وجوده أمامك؛ لأنّك تراه، أو أن يكون أمامك شخص عظيم له أهميّة وقدر عندك فكيف تتصرّف أمامه؟! ولله المثل الأعلى.
والإحسان هو أن تعبد الله، والعبادة ليست هي فرائض الصّلاة والصّوم والزكاة والحجّ فحسب، بل هي كلّ حركة الإنسان في هذه الحياة.