هذه الصّور الّتي تمثّلت أمامنا من خلال هذه الآيات هي من أجل التّهيئة والإيناس للسّيّدة مريم عليها السّلام.
(وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ): والمراد بالملائكة جبريل عليه السلام.
(يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ): هنا يوجد اصطفاءان: الأوّل: (اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ) لا يوجد (على)، والثّاني: (وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) يوجد (على).
الاصطفاء: هو الاختيار والاجتباء.
(وَطَهَّرَكِ): فإذاً هي مطهّرة بأمر من الله؛ لأنّها ستُتّهم، فهي ستحمل من دون أب، وستكون معجزة، وسيستنكر البشر في ذلك الوقت هذه المعجزة العظيمة للسّيّدة مريم، فأراد الله سبحانه وتعالى أن يبشّرها بالمسيح عليه السلام وقبل كلّ شيء أن يعلمها أنّها مُصطفاة في موكب الإيمان، ومُصطفاة على كلّ نساء العالمين.