هنا يُفاجأ الإنسان بأنّ الله سبحانه وتعالىعندما تحدّث عن السّلاح الّذي يواجه فيه الإنسان الحياة وصعوباتها، والمكائد الّتي كان يقوم بها اليهود وغيرهم من أعداء الأمّة وأعداء الدّين، فإنّه أراد أن يؤرّخ إيمانيّاً لغزوة بدر الّتي كانت الفاصل بين الحقّ والباطل، والتي سمّاها سبحانه وتعالى معركة الفرقان، ولكنّه لم يذكر النّصر مباشرة، بل قدّم للنّصر الكبير الّذي حدث في غزوة بدر بما حدث من نكسة في غزوة أُحُد، لماذا؟ لنرى كيف أنّ القرآن الكريم يعالج من كلّ الجوانب، أراد الله أن يتحدّث عن نصر بدر العزيز المؤزّر الّذي كان له أسبابه وهي الصّبر والتّقوى والالتزام، وأراد أن يبيّن ما هو سبب انتكاسة معركة أُحُد؛ فهذه الدّنيا قائمة على الأسباب، وأيّ مخالفة للأوامر السّببيّة الّتي أطلقها النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ستكون سبباً في نكسة، (مخالفة للأوامر السّببيّة، وليس الأوامر الإيمانيّة)، فإن لم نعالج الأمور بسنن الله سبحانه وتعالىفي كونه فلن نحقّق النّصر، فلا يكفي أن نأخذ الأوامر الإيمانيّة كالصّبر والتّقوى فقط؛ لأنّ عناصر النّصر لها أسباب، ومنها الأوامر العسكريّة الّتي علينا الالتزام بها أيضاً.
وَإِذْ: الواو استئنافية إذ ظرف زمان متعلق بفعل محذوف تقديره: اذكر
غَدَوْتَ: فعل ماض وفاعل
مِنْ أَهْلِكَ: متعلقان بالفعل. وقيل غدوت ناقصة والجملة في محل جر بالإضافة
تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ: فعل مضارع ومفعولاه والفاعل أنت يعود للرسول صلوات الله عليه والجملة في محل نصب حال
لِلْقِتالِ: متعلقان بمحذوف صفة لمقاعد: مقاعد مخصصة للقتال
وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ: لفظ الجلالة مبتدأ وخبراه والجملة مستأنفة.
غَدَوْتَ: خرجت في الغداة: وهي ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس.
تُبَوِّئُ: تهيأ وتنزل
مَقاعِدَ: مراكز وأماكن يقفون فيها.