سنتوّقف عند هذه الآية؛ لأنّها تثير إشكالاً عقليّاً كيف أخذ الله تعالى من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم؟ وكيف أشهدهم على أنفسهم؟ وكيف تكلّم معهم؟ وكيف ردّوا؟ لنحلّل الأمر أوّلاً:
﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ﴾: الأخذ هو للرّبّ.
﴿مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾: بنو آدم هم المأخوذ منهم.
كلّ إنسان منّا هو ذرّةٌ من أبيه قبل أن تحمل به أمّه، وكان أبوه ذرّة من ظهر أبيه، وأبوه ذرّة من ظهر أبيه.. وهكذا إلى أن تصل إلى الأب الأساسيّ الّذي هو آدم عليه السلام، فإذاً هؤلاء البشر كلّهم أُخذوا من ظهر آدم، جمع سبحانه وتعالى هذه الذّرّات في عالم الذّرّ.
﴿وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾: خاطب البشريّة جمعاء في عالم الذّرّ.