النّفاق هو من أخطر الأدواء الّتي تُصيب المجتمعات، وهو داء موجود في كلّ مجتمع وفي كلّ زمان، لذلك عالج القرآن الكريم هذه المفسدة الكبرى، وهذا المرض القلبيّ الخطير الّذي يُظهر فيه الإنسان غير ما يُبطن، وخطر النّفاق على أيّ مجتمع هو خطر هدّام من الدّاخل؛ ذلك لأنّ العدوّ الظّاهر أو العدوّ الخارجيّ مُظهر لعداوته، أمّا الّذي يُبطن العداوة ويُظهر الصّداقة والمحبّة فهو ذلك الإنسان المنافق.
وَإِذا: معطوفة على ما قبلها
لَقُوا: فعل ماض مبني على الضم والواو فاعل، والجملة في محل جر بالإضافة.
الَّذِينَ: اسم موصول في محل نصب مفعول به.
آمَنُوا: مثل لقوا والجملة صلة الموصول مثلها.
قالُوا: الجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.
آمَنَّا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الدالة على الفاعلين
نا: ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول.
وَإِذا: الواو عاطفة إذا كما في الآية السابقة.
خَلَوْا: فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة منعا لالتقاء الساكنين، والواو فاعل
والجملة في محل جر بالإضافة.
إِلى شَياطِينِهِمْ: جار ومجرور متعلقان بالفعل خلوا، والهاء في محل جر بالإضافة، والميم علامة جمع الذكور.
قالُوا: فعل ماض والواو فاعله، والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم
إِنَّا: إن حرف مشبه بالفعل، نا ضمير متصل في محل نصب اسمها
مَعَكُمْ: مع ظرف مكان متعلق بخبر محذوف لأن والتقدير إنا كافرون معكم. والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة
والميم لجمع الذكور.
(إِنَّا مَعَكُمْ): في محل نصب مقول القول.
إِنَّما: كافة ومكفوفة.
نَحْنُ: ضمير رفع منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ
مُسْتَهْزِؤُنَ: خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم، والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب
ويجوز إعرابها تأكيدا لجملة «إِنَّا مَعَكُمْ» أو بدلا منها.
اللَّهُ: لفظ جلالة مبتدأ مرفوع
يَسْتَهْزِئُ: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على الله، والجملة خبر المبتدأ،
بِهِمْ: متعلقان بيستهزئ. والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.
وَيَمُدُّهُمْ: الواو عاطفة، يمد فعل مضارع والهاء مفعول به والميم علامة جمع الذكور، والفاعل ضمير يعود على الله.
فِي طُغْيانِهِمْ: متعلقان بالفعل يمدهم والهاء في محل جر بالإضافة.
يَعْمَهُونَ: فعل مضارع والواو فاعل، والجملة في محل نصب حال من الضمير المنصوب في يمدهم.
خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ انصرفوا إليهم أو انفردوا معهم، وشياطينهم: إخوانهم في الكفر ورؤساؤهم وكبراؤهم مُسْتَهْزِؤُنَ
الاستهزاء: الاستخفاف والسخرية، وهذا فعل اليهود.
اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ سمى الجزاء على الاستهزاء استهزاء بطريق المجاز أو المشاكلة: وهي اتفاق الجملتين في اللفظ مع الاختلاف في
المعنى، أو هي مقابلة الكلام بمثله وإن لم يكن في معناه، كقوله تعالى: (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) [الشورى 42/ 40] والثانية
ليست سيئة ولكنه لما قابل بها السيئة أجرى عليها اسمها، وقوله: (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ)
[البقرة 2/ 194] والثاني ليس باعتداء. وقوله تعالى: (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) [النحل 16/ 126] والأول ليس بعقاب
وإنما هو على مقابلة اللفظ بمثله ومزاوجته له، وتقول العرب: الجزاء بالجزاء، والأول ليس بجزاء.
اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ أي أنه سيجازيهم عليه بالإمهال، ثم بالنكال، على سبيل المشاكلة (اتفاق اللفظ واختلاف المعنى) ليزدوج
الكلام، فيكون أخف على اللسان من المخالفة بينهما.
يَمُدُّهُمْ: يزيدهم أو يمهلهم.
طُغْيانِهِمْ: تجاوزهم الحد وغلوهم في الكفر.
يَعْمَهُونَ: أي يتحيرون أو يعمون عن الرشد، من العمه: وهو ضلال البصيرة.