الآية رقم (61) - وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا

كلمة ﴿تَعَالَوْاْ﴾جاءت من أنّك عندما تطبّق ما أمر به الله سبحانه وتعالى ورسوله صلَّى الله عليه وسلَّم فأنت ترتفع إلى الأعلى.

﴿رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا﴾: المنافقون يُعرفون بسرعةٍ، فهم يبتعدون عنك ويصدّونك عن إعطاء الحكم والنّتيجة؛ لأنّهم يعرفون أنّك لن تحيد قيد أنملةٍ عن الحقّ والعدل، حتّى لو كان هذا العدل يتعلّق بخلافٍ بين مسلمٍ ويهوديٍّ، فإن كان الحقّ مع اليهوديّ ينصره، وإن كان بين مسلمٍ ومشركٍ والحقّ مع المشرك يأخذ له هذا الحقّ، هذا هو عدل الإسلام كما أمر الله سبحانه وتعالى، لذلك إذا قيل لهم: ﴿تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ﴾؛ لأنّ حكم الله سبحانه وتعالى يبيّنه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

﴿رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا﴾: والحقيقة بأنّ المنافقين في أيّ مجتمعٍ من المجتمعات هم آفةٌ خطرةٌ، وأكثر الآيات في القرآن الكريم جاءت بحقّ المنافقين؛ لأنّ العدوّ الظّاهر أثره يبقى أقلّ من المخفيّ الّذي يُبدي شيئاً ويكتم شيئاً آخر، يُبدي الإيمان ويُبطن الشّرك، يُبدي الصّداقة ويكتم العداوة، يُبدي الحقّ ويكتم الباطل، يُبدي العدل ويكتم الظّلم، فالنّفاق هو داءٌ عضالٌ خطرٌ يصيب المجتمعات إصابةً مباشرةً، وهو أخطر من العدوّ الظّاهر؛ لأنّه يتسلّل داخل الجسد.

وَإِذا قِيلَ لَهُمْ: الواو عاطفة إذا ظرف للمستقبل لهم متعلقان بالفعل المبني للمجهول قيل

تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ: فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجار والمجرور متعلقان بتعالوا وجملة أنزل الله صلة الموصول

وَإِلَى الرَّسُولِ: عطف على ما أنزل وجملة تعالوا مقول القول

رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ: فعل ماض وفاعل ومفعول به منصوب بالياء والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها.

يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله

صُدُوداً: مفعول مطلق والجملة حالية أو مفعول به ثان إذا كانت رأيت قلبية وليست بصرية.

صُدُوداً: إعراضاً متعمدًا عن قبول حكمك.