(فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ): إذا طلقتم النّساء فبلغن أجلهنّ: أي انقضت عدّتهنّ، أو اقتربت العدّة فبقي يومان أو ثلاثة لتنتهي، فإمّا أن تقرّر أن تعيد الزّوجة، وإذا انقضت العدّة فتعمل عقداً ومهراً جديدين، وإمّا أن يكون الأمر انتهى، لكن كيف؟ بالمعروف، وبآيات أخرى بإحسان، مرّة بإحسان ومرّة بالمعروف، دائماً كلّ عناصر الخير في الإسلام.
(وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا): هناك مَن يستخدم حقّ عدم تطليق الزّوجة أو مُراجعتها من أجل الاعتداء على حقوقها، أو من أجل إعنات الزّوجة، ومن أجل مكارهتها، فنبّه الإسلام أنّ العدّة تكون في بيت الزّوجيّة: (وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا) لا أحد يظلم ربّه، وإنّما يظلم نفسه؛ لأنّه عندما يظلم زوجته فهو يظلم نفسه؛ لأنّ هذه الزّوجة أصبحت مظلومة ودعوتها عند ذلك ليس بينها وبين الله حجاب، فإذاً هو ظَلَم نفسه.
(وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا): آيات الله: أوامره، لماذا سمّيت آيات؟ ولماذا سمّي القرآن الكريم آيات؟ الآية هي المعجزة، وآيات القرآن الكريم سمّيت آيات؛ لأنّ كلام الله سبحانه وتعالى معجز، فإذاً عندما يقول: (وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا) أي أوامر الله أي ما جاء من كلام الله سبحانه وتعالى لا تتّخذوه هزواً، وكيف يتّخذها الإنسان هزواً؟ عندما لا يأخذ الأوامر الّتي أمر الله سبحانه وتعالى عن قناعة وعن إرادة بأنّها جاءت من إله حكيم، عندما يهزأ كما يفعل بعضهم الآن ويحاول أن يختبئ وراء إصبعه ويهزأ من تشريعات الإسلام الّتي تُشرّف بني الإنسان.