الآية رقم (186) - وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ

هذه الآية قطعت ما بين فريضة الصّوم وما بين أحكام الصّوم، لها معنىً عظيم هو أنّك عندما تُمنع تُمنح، وأعظم المنح أن تشعر بالقرب من الله تبارك وتعالى.

(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي): إذ أنّه من الطّبيعي ومن الضّروري أن يشعر العبد بالقرب (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) .

وردت مادّة السّؤال في القرآن الكريم عدّة مرّات وهي من عظمة هذا التّنزيل وهذا التّشريع، فبعد أن نزل القرآن الكريم دفعة واحدة من اللّوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا، نزل منجّماً على قلب المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم، ليؤدّي دوره في الهداية مع سيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حسب الأحداث، (كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ) [الفرقان: من الآية 32]؛ تثبيتاً لفؤاد النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وإجابةً على التّساؤلات، فهذه الآيات تأتي إجابة على تساؤلات البشر، هي موجودة في اللّوح المحفوظ لكن تتنزّل عند السّؤال.

وَإِذا: الواو اعتراضية إذا ظرف لما يستقبل من الزمن.

سَأَلَكَ: فعل ماض والكاف مفعول به.

عِبادِي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والياء في محل جر بالإضافة.

عَنِّي: متعلقان بسألك والجملة في محل جر بالإضافة.

فَإِنِّي: الفاء رابطة لجواب الشرط. إني إن واسمها.

قَرِيبٌ: خبرها والجملة الاسمية جواب شرط جازم لا محل لها وقيل مقول لقول محذوف تقديره، فقل لهم: إني قريب.

أُجِيبُ: فعل مضارع والفاعل أنا.

دَعْوَةَ: مفعول به.

الدَّاعِ: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء المحذوفة.

إِذا: ظرف زمان متعلق بأجيب.

دَعانِ: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة والفاعل هو والياء المحذوفة في محل نصب مفعول به وجملة دعان في محل جر

بالإضافة، وجملة أجيب في محل رفع خبر ثان وقيل صفة.

فَلْيَسْتَجِيبُوا: الفاء هي الفصيحة أي: إذا كان ذلك صائراً فليستجيبوا واللام لام الأمر يستجيبوا فعل مضارع مجزوم بحذف النون

والواو فاعل والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.

لِي: متعلقان بالفعل قبلهما.

وَلْيُؤْمِنُوا بِي: مثل وليستجيبوا لي.

لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ: مثل «وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» بالآية التي تقدمتها.

فَإِنِّي قَرِيبٌ: منهم بعلمي، فأخبرهم بذلك

فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي: فليلبوا دعوتي إياهم بالإيمان والطاعة

وَلْيُؤْمِنُوا بِي: يداوموا على الإيمان بي.

لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ: يهتدون.