هذه الآية قطعت ما بين فريضة الصّوم وما بين أحكام الصّوم، لها معنىً عظيم هو أنّك عندما تُمنع تُمنح، وأعظم المنح أن تشعر بالقرب من الله تبارك وتعالى.
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي): إذ أنّه من الطّبيعي ومن الضّروري أن يشعر العبد بالقرب (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) .
وردت مادّة السّؤال في القرآن الكريم عدّة مرّات وهي من عظمة هذا التّنزيل وهذا التّشريع، فبعد أن نزل القرآن الكريم دفعة واحدة من اللّوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا، نزل منجّماً على قلب المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم، ليؤدّي دوره في الهداية مع سيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حسب الأحداث، (كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ) [الفرقان: من الآية 32]؛ تثبيتاً لفؤاد النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وإجابةً على التّساؤلات، فهذه الآيات تأتي إجابة على تساؤلات البشر، هي موجودة في اللّوح المحفوظ لكن تتنزّل عند السّؤال.