هناك فئةٌ من المنافقين الّذين إن جاءهم أمرٌ يتعلّق بالأمن والانتصار أو جاءهم الخوف من شيءٍ أخبروا عنه وأشاعوه.
﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾
الاستنباط: من نبط، ومعناها في اللّغة العربيّة ظهور الشّيء بعد خفائه، وما يتعلّق بكتاب الله سبحانه وتعالى وردّ الأمور إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وجاء في آيةٍ سابقةٍ قوله سبحانه وتعالى: ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾، هنا نواجه قضيّةً مهمّةً وخطرةً جدّاً في العالم العربيّ والإسلاميّ، وهي تصدّي الجهلة لتفسير آيات القرآن الكريم وتحريفه، والقرآن الكريم لا يُحرّف بكلامه ولا بسطوره؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى قد ضمن حفظه عندما قال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر]، القرآن الكريم محفوظٌ من التّحريف، لكنَّ هناك من يحرّف معانيه في فهمٍ سقيمٍ أو بمحاولاتٍ مريضةٍ منذ عصر الخوارج الأوائل الّذين أخذوا وأسقطوا ووضعوا أحكاماً ما أرادها الله سبحانه وتعالى وفسّروا القرآن الكريم على حسب أهوائهم، منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا، ونحن نرى محاولاتٍ متكرّرةً متعدّدةً لتحريف معاني القرآن الكريم وتسطيح العقل البشريّ في فهم آياتهِ والتّعامل معه، ولو ردّوه إلى الرّسول أي إلى فعله صلَّى الله عليه وسلَّم، وإلى ما أمر به وما نهى عنه، وإلى فعل صحابته لكان الأمر مختلفاً تماماً عن الانحرافات الّتي تمّت عبر الزّمان منذ الخوارج وحتّى الآن، كالحركات التّكفيريّة والإرهابيّة الّتي جاءت بتفسيرٍ مبتورٍ ومريضٍ للقرآن الكريم، وصولاً إلى من يحاول أن يطوّر الفكر الدّينيّ ويُخرج القرآن الكريم عن سياقه، وقد حدّد القرآن الكريم هذه الأمور بشكلٍ واضحٍ، وهي طاعة الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم والاستنباط من أولي الأمر، وإخراج المعاني الصّحيحة