﴿وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ﴾: أي عليكم الأمن والأمان والاطمئنان في يوم البعث يا من آمنتم بآياتنا، أي بآيات القرآن الكريم، وبكلّ الآيات الكونيّة الدّالّة على وجود الله سبحانه وتعالى.
﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾: الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، النّفس هي عبارةٌ عن روحٍ وجسدٍ بالنسبة للإنسان ولا نطبّق معنى كلمة نفسٍ على الله سبحانه وتعالى، فلا يوجد نفسٌ لله سبحانه وتعالى أو أبعاضٌ، وأنت تكتب على نفسك وثيقةً أو عقداً أو عهداً، وتوقّع هذه الوثيقة، ويكون عليها شهودٌ، والله سبحانه وتعالى لا يوجد شهيدٌ عليه، ولا يوجد من يجبره على شهادة، ولكنّ الله جلّ وعلا يقول: بأنه جعل هذه الرّحمة وفتح باب المغفرة لمن عمل السّوء بجهالةٍ، فعندما كتب على نفسه: أي فرض لكم ووسّع لكم من رحمته أنّه من عمل منكم سوءاً بجهالة: قد يكون الإنسان قد فعل السّوء بضعفٍ من النّفس، وليس بإصرارٍ على ارتكاب هذا الذّنب، وهذا هو معنى ﴿أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ﴾.