لنا أن نسأل كيف رتّبها الحقّ سبحانه وتعالى؟ الحقيقة أنّ التّرتيب مزدوجٌ وكلام الله سبحانه وتعالى لا يأتيه الباطل، وهو معجزٌ في كلّ حرفٍ، الكلّ يفرّ من الكلّ في ذلك الوقت، فبدأ بالأخ؛ لأنّ الإنسان أخو الإنسان وليست الأخوّة أخوّة نسبٍ فقط، وعلاقة الأخوّة هي الأكثر شيوعاً، بعد ذلك قدّم الأمّ على الأب، فالأمّ سببٌ مباشرٌ في وجود الإنسان، ولها الأولويّة في الذّكر لمنزلتها ولدورها، والنّبيّ صلَّى لله عليه وسلَّم قدّم في برّ الوالدين الأمّ ثلاث مرّات على الأب حين سأله رجلٌ: مَنْ أحقّ النّاس بحسن صحابتي، قال: «أمّك»، قال: ثمّ مَنْ؟ قال: «ثمّ أمّك»، قال: ثمّ مَنْ؟ قال: «ثمّ أمّك»، قال: ثمّ مَنْ؟ قال: «ثمّ أبوك»([1]). بعد ذلك قال:
﴿وَصَاحِبَتِهِ﴾: الصّاحبة تطلق على الزّوجة، وقدّم الزّوجة على الأبناء؛ لأنّها هي السّبب في قدومهم، وأحياناً قد لا يكون للإنسان أولاد.