الآية رقم (117) - وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ

في ذلك الوقت كان سيّدنا موسى عليه السّلام يعلم أنّ الله سبحانه وتعالى سينصره، وقد درّبه جلّ جلاله على إلقاء العصا من قبل، ومع ذلك قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا﴾، جاءه الوحي حتّى يبقى ثابت الجأش مرابطاً أمام هذا الحشد الهائل وأمام هذا السّحر العظيم.

فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى موسى أن ألق عصاك ﴿فَإِذَا﴾ الأمر إلهيٌّ، فمباشرةً ألقى عصاه. ألقى موسى العصا فإذا هي ثعبانٌ كبيرٌ، فأبطلت مفعول السّحر، وأكلت هذا الإفك كلّه الّذي جاؤوا به من حبالٍ وعصيّ.

وَأَوْحَيْنا: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور بعده «إِلى مُوسى» و (نا) فاعله.

أَنْ: حرف تفسير.

أَلْقِ: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل أنت.

عَصاكَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة والجملة تفسيرية لا محل لها، ويجوز أن تكون أن مصدرية والمصدر المؤول مفعول به.

فَإِذا: الفاء عاطفة وإذا الفجائية.

هِيَ: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

تَلْقَفُ: فعل مضارع فاعله هي والجملة خبر المبتدأ والجملة الاسمية (هي تلقف) معطوفة على جملة مقدرة فألقاها فإذا هي.

ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به،

جملة «يَأْفِكُونَ» صلة الموصول أو ما مصدرية مؤولة مع الفعل بعدها بمصدر في محل نصب مفعول به «تلقف إفكهم» .

تَلْقَفُ: تتناول وتبتلع بسرعة.

ما يَأْفِكُونَ: يقلبون بتمويههم، أو يكذبون ويموهون، مأخوذ من الإفك: وهو قلب الشيء عن وجهه الأصلي، وهو إما أن يكون بالقول الكاذب، وإما أن يكون بالفعل كالسحر. والمأفوك: المصروف عن وجهته الأصلية، قال تعالى:(أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [المائدة 5/ 75 وموضع أخرى] أي يصرفون عن الحقّ في الاعتقاد إلى الباطل، ومنه سمّيت الرياح المعدولة عن مهبها مؤتفكة، كما قال تعالى: (وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ) [الحاقة 69/ 9] أي أهل تلك القرى. وهي قرى قوم لوط.