الله سبحانه وتعالى يشرّع كلّ ما يتعلّق بحياة الإنسان وقد يتهيّأ لك بأنّ هناك قَطْعاً بين الآيات، بأن كان يتحدّث عن موضوع وانتقل إلى موضوع آخر، والحقيقة هناك وحدة في الأمر هي وحدة الإنسان وحياته وما يتعرّض له في مناحي حياته، فالإسلام إنّما جاء من أجل الإنسان: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) [الأنبياء]، وجاء الدّين لسعادة البشريّة ولم يأت لشقائها، الدّين من عند الخالق، خالق الإنسان هو أعلم بما يصلح الإنسان، وطالما أنّ القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى فإذاً هو يعطي كلّ ما يتعلّق بهذا الإنسان وما سيتعرّض له الإنسان في حياته ومآله بعد مماته، إذاً ترى الصّورة واضحة عندما تقرأ كلام الله سبحانه وتعالى، ترى الصّورة الأولى الحياة الدّنيا، والحياة الآخرة هي العليا؛ لأنّها هي الحياة المستمرّة الدّائمة، يقول تبارك وتعالى: (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)] [العنكبوت: من الآية 64]، وعندما يموت الإنسان يقولون: انتقل من دار الفناء إلى دار البقاء، إذاً هذه الدّنيا زائلة، والإنسان عليه أن يأخذ من أخلاق ربّه حتّى يصلح حاله ويصلح نفسه ويصلح غيره، فدعوة الأديان ليست دعوة تتعلّق فقط بحياة الإنسان بعد الممات في الدّار الآخرة، إنّما تتعلّق أيضاً بإصلاح أحوال المجتمعات، فإذا صلُح الفرد صلُح المجتمع، فالفرد هو الوحدة الأولى واللّبنة الأساسيّة لبناء المجتمع، فإذا صلُحت الأسرة صلُح المجتمع، فيربّي القرآن الفرد في المجتمع من كلّ مناحي حياته ويوجّهه إلى ما يتعلّق بأحكام الصّيام، وما يتعلّق بأحكام المال، وما يتعلّق بأحكام القتال، وما يتعلّق بأحكام السّنن الحضاريّة
وَأَنْفِقُوا: الواو عاطفة أنفقوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله.
فِي سَبِيلِ: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما.
اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه
وَلا: الواو عاطفة لا ناهية جازمة.
تُلْقُوا: مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل.
بِأَيْدِيكُمْ: الباء حرف جر زائد. أيديكم مفعول به منصوب محلاً مجرور لفظًا.
إِلَى التَّهْلُكَةِ: جار ومجرور متعلقان بتلقوا.
وَأَحْسِنُوا: مثل وأنفقوا والواو عاطفة.
إِنَّ اللَّهَ: إن ولفظ الجلالة اسمها.
يُحِبُّ: فعل مضارع والفاعل هو يعود إلى الله.
الْمُحْسِنِينَ: مفعول به منصوب بالياء والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية إن الله تعليلية لا محل لها.
وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ: أي في طاعته بالجهاد وغيره.
وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ: أي أنفسكم.
إِلَى التَّهْلُكَةِ: الهلاك بالإمساك عن النفقة في الجهاد أو تركه، لأنه يقوي العدو عليكم.
وَأَحْسِنُوا: بالنفقة وغيرها.
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ: أي يثيبهم.