عندما تحدّث المولى سبحانه وتعالىعن النّفس الواحدة وأنّه خلق منها زوجها، كان السّائد في كلّ مجتمعات الأرض أنّ المرأة هي العنصر الضّعيف، فأراد الله أن يغيّر من قناعات البشر ويبيّن أنّ المرأة كالرّجل، وأنّها خُلقت من نفس الرّجل، بعد ذلك أتى إلى الضّعف الّذي ينتج عن فقدان أحد الأبوين، الضّعف يكون باليتم فتحدّث عن اليتامى، واليتيم: هو الّذي فقد أباه ولم يلق حنان الأب ورعايته، أضعف حلقة في المجتمع هي حلقة اليتم، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ﴾؛ لأنّه من المعلوم أنّ اليتيم الّذي فقد أباه يكون هناك وصيّ عليه، فمال اليتيم يبقى تحت رعاية الوصيّ حتّى يكبر ويصبح في سنّ يحقّ له فيها التّصرّف بأمواله، وهي سنّ الرّشد والبلوغ.
﴿وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ﴾: طالما أنت وصيّ على هذا المال فقد تهتمّ بماله؛ لأنّك تضمّ مالك إلى ماله، وأنت تحاول أن تدير وتنمّي مال اليتيم فإيّاك أن تتبدّل الخبيث من مالك بالطّيّب من مال اليتيم.