الآية رقم (2) - وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا

عندما تحدّث المولى سبحانه وتعالىعن النّفس الواحدة وأنّه خلق منها زوجها، كان السّائد في كلّ مجتمعات الأرض أنّ المرأة هي العنصر الضّعيف، فأراد الله أن يغيّر من قناعات البشر ويبيّن أنّ المرأة كالرّجل، وأنّها خُلقت من نفس الرّجل، بعد ذلك أتى إلى الضّعف الّذي ينتج عن فقدان أحد الأبوين، الضّعف يكون باليتم فتحدّث عن اليتامى، واليتيم: هو الّذي فقد أباه ولم يلق حنان الأب ورعايته، أضعف حلقة في المجتمع هي حلقة اليتم، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ﴾؛ لأنّه من المعلوم أنّ اليتيم الّذي فقد أباه يكون هناك وصيّ عليه، فمال اليتيم يبقى تحت رعاية الوصيّ حتّى يكبر ويصبح في سنّ يحقّ له فيها التّصرّف بأمواله، وهي سنّ الرّشد والبلوغ.

﴿وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ﴾: طالما أنت وصيّ على هذا المال فقد تهتمّ بماله؛ لأنّك تضمّ مالك إلى ماله، وأنت تحاول أن تدير وتنمّي مال اليتيم فإيّاك أن تتبدّل الخبيث من مالك بالطّيّب من مال اليتيم.

وَآتُوا: الواو عاطفة أو استئنافية آتوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله

الْيَتامى: مفعول به أول

أَمْوالَهُمْ: مفعول به ثان والجملة معطوفة أو مستأنفة

وَلا تَتَبَدَّلُوا: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل

الْخَبِيثَ: مفعول به

بِالطَّيِّبِ: متعلقان بتتبدلوا

وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ: الجملة معطوفة على ما قبلها وهي مثلها في الإعراب

إِلى أَمْوالِكُمْ: متعلقان بمحذوف حال

«إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً» مثل «إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً».

الْيَتامى: جمع يتيم: وهو من فقد أباه، وهو شرعًا وعرفاً مختص بمن كان دون البلوغ

ويكون المراد: آتوا الصغار الذين لا أب لهم

أَمْوالَهُمْ: إذا بلغوا

الْخَبِيثَ: الحرام

بِالطَّيِّبِ: الحلال

أي لا تأخذوا بدل الطيب الحلال مالًا حرامًا، كما تفعلون من أخذ الجيد من مال اليتيم، وجعل الرديء من مالكم مكانه.

وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ: أي لا تجعلوها مضمومة إليها

إِنَّهُ: أي أكلها

كانَ حُوباً كَبِيراً: إثمًا وذنباً عظيمًا.