﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ﴾: التّأويل: ما يؤول إليه الشّيء، أي العاقبة، هل ينظرون إلّا العاقبة الّتي يؤول إليها عملهم وهي إمّا الجنّة أو النّار في يوم الحساب؟ فعندما يتمّ حساب النّاس ويأخذ كلّ إنسانٍ كتابه هنا يكون التّأويل وما آل إليه الشّيء، أو رجع إليه الإنسان، فيكون مرجعه إمّا إلى الجنّة أو إلى الجحيم، إذاً العاقبة الّتي بعدها الحقّ.
﴿يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ﴾: عندما يعرف الإنسان مآله ومرجعه، بأنّه من أصحاب الجنّة أو من أصحاب النّار.
﴿يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ﴾: أي تركوه ولم يعملوا به.
﴿قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ﴾: يبحثون عمّن يشفع لهم في هذا اليوم.
﴿فَيَشْفَعُوا لَنَا﴾: يدخلوننا الجنّة.
﴿أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ﴾: أي في حياتنا الدّنيا، فيكون الجواب:
﴿قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ﴾: لم يجدوا هدايةً ولا شفيعاً واحداً يشفع لهم، ولا يستطيعون العودة إلى الدّنيا مرّةً أخرى ليعملوا غير الّذي عملوه سابقاً.
﴿وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾: ابتعد عنهم كلّ ما افتروه من عبادةٍ لشهواتهم وأصنامهم وتماثيلهم وغاياتهم في هذه الدّنيا، أصبح بينهم وبينه أمداً بعيداً، ولا يستطيعون أن يجدوا شفيعاً واحداً يشفع لهم لتغيير مآلهم من الجحيم إلى الجنّة.