المسلمون بطبيعتهم كما تربّوا على الالتزام بالإسلام تربّوا على المحبّة، والدّين هو إشاعة المحبّة والرّحمة بين النّاس جميعاً، فإذاً هم بطبيعتهم وبطبيعة دينهم وقرآنهم وإيمانهم يحبّون النّاس جميعاً، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ﴾، لكنّ اليهود بالمقابل كانوا يضمرون العداوة للمؤمنين.
﴿وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ﴾: تؤمنون بكلّ ما ورد في القرآن الكريم، وبكلّ الكتب السّماويّة الّتي أُنزلت من عند الله سبحانه وتعالى، ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [البقرة]، نحن قلنا سمعنا وأطعنا، بينما قال اليهود: سمعنا وعصينا.
﴿وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا﴾: هذا النّفاق الّذي كان من اليهود، فكانوا يجلسون مع المؤمنين يقولون: آمنّا بما جاءكم، ﴿وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ﴾: وهو تعبير عن الغضب الشّديد، والأنامل هي أطراف الأصابع، وعضّ الأنامل هو تعبير نفسيّ نتيجة الغيظ الشّديد بأنّهم تحمّلوا خلال فترة وجودهم مع المسلمين عبء ملاطفتهم، فعندما يجلسون في اللّيل أو يجلسون إلى أصحابهم يعضّون الأنامل من الغيظ من المسلمين والمؤمنين.