﴿مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ﴾: طالما أنّ الإنسان أسلم أمره لله سبحانه وتعالى، وجعل قياد أمره له جلّ وعلا، وجعل طاعة الله سبحانه وتعالى نصب عينيه، فقد رحمه.
﴿مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ﴾؛ لأنّ رحمة الله سبحانه وتعالى قريب من المحسنين، كما قال جلَّ جلاله: ﴿إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: من الآية 56]، الإنسان يذهل من بلاغة القرآن الكريم، بعقلنا البشريّ نعتقد أنّها يجب أن تكون: (قريبةً من المحسنين)؛ لأنّ رحمة مؤنث، لكنّه سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾؛ لأنّه يريد أن يقول لك: بأنّ الله سبحانه وتعالى هو القريب، وهو الرّحيم.
﴿وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ﴾: الفوز الواضح البيّن إذا صُرف عنه العذاب؛ لأنّ الآية الّتي قبلها: ﴿قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾، من يصرف عنه العذاب يومئذٍ فقد رحمه، أي أنّ الرّحمة وقعت لمن صُرف عنه العذاب، وهذا هو الفوز المبين.