الآية رقم (16) - مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ

﴿مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ﴾: طالما أنّ الإنسان أسلم أمره لله سبحانه وتعالى، وجعل قياد أمره له جلّ وعلا، وجعل طاعة الله سبحانه وتعالى نصب عينيه، فقد رحمه.

﴿مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ﴾؛ لأنّ رحمة الله سبحانه وتعالى قريب من المحسنين، كما قال جلَّ جلاله: ﴿إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: من الآية 56]، الإنسان يذهل من بلاغة القرآن الكريم، بعقلنا البشريّ نعتقد أنّها يجب أن تكون: (قريبةً من المحسنين)؛ لأنّ رحمة مؤنث، لكنّه سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾؛ لأنّه يريد أن يقول لك: بأنّ الله سبحانه وتعالى هو القريب، وهو الرّحيم.

﴿وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ﴾: الفوز الواضح البيّن إذا صُرف عنه العذاب؛ لأنّ الآية الّتي قبلها: ﴿قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾، من يصرف عنه العذاب يومئذٍ فقد رحمه، أي أنّ الرّحمة وقعت لمن صُرف عنه العذاب، وهذا هو الفوز المبين.

مَنْ: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ

يُصْرَفْ عَنْهُ: فعل مضارع مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور بعده، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى العذاب

يَوْمَئِذٍ: يوم ظرف زمان إذ ظرف للزمن الماضي مبني على السكون، وحرك بالكسر منعا لالتقاء الساكنين وتنوينه تنوين عوض عن جملة محذوفة أي يوم يأتيهم العذاب.

فَقَدْ: الفاء رابطة لجواب الشرط قد حرف تحقيق

رَحِمَهُ: فعل ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة في محل جزم جواب الشرط

وجملة (يُصْرَفْ): خبر المبتدأ عند بعضهم

ذلِكَ الْفَوْزُ: الجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.

الْمُبِينُ: صفة الفوز.

مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ: أي من يبعد عنه العذاب.

رَحِمَهُ: أي نجّاه من العذاب والأهوال، وأراد له الخير.

الْفَوْزُ الْمُبِينُ: النجاة الظاهرة.