الآية رقم (85) - مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا

يُقال بالعرف: فلانٌ أخذ الأرض بالشّفعة؛ أي أنّه بعد أن كان يملك قطعة واحدة من الأرض، اشترى قطعة الأرض المجاورة لتنضمّ لأرضه.

أمّا الشّفاعة: فهي أن يتعدّى أثر مواهب الخير الّتي لديك إلى الغير، فتنضمّ إلى غيرك.

هنا يقول المولى سبحانه وتعالى: ﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا هذه دعوة الخير للغير.

﴿وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا﴾: هناك فارقٌ ما بين التّعبير بالكِفْل والتّعبير بالنّصيب، سنوّضح ذلك باللّغة العربيّة، وسيتّضح المعنى الّذي أراده الله سبحانه وتعالى، دائماً دعوة الإسلام هي إشاعة الخير والاصطفاء الخيريّ في المجتمع، على عكس ما يعتقد بعض النّاس أو يروّجون، وإن كانت هناك بعض الممارسات عبر التّاريخ لا تعبّر عن حقيقة الدّين ولا عن حقيقة مفهوم الفكر الإسلاميّ المستمدّ من المصدر الأساسيّ للإسلام وهو كتاب الله سبحانه وتعالى وسنّة سيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الصّحيحة، والأسباب في ذلك هي بُعد النّاس عن تدبّر القرآن الكريم وتتبّع أوامر النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وسيرته وتطبيقاته، وهنا عندما نقول: ﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً﴾ ويقول النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «الخلق عيال الله، وأحبّ عباد الله إلى الله أنفعهم لعياله»([1])، عندما نتوقّف عند هذا الحديث الشّريف، هل هناك حجّةٌ لأحدٍ أن يتحدّث عن فكرٍ متعصّبٍ أو فئويّ أو فكرٍ يطرح التّشدّد والإرهاب والتّكفير والقتل ومصادرة الآراء لصالح الفكر الدّينيّ؟!

مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم فاعله مستتر شفاعة مفعول مطلق

حَسَنَةً: صفة

يَكُنْ: مضارع ناقص جواب الشرط

لَهُ نَصِيبٌ: اسمها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها

«وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها» كالآية السابقة وهي معطوفة

وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً: كان واسمها والجار والمجرور متعلقان بالخبر

مُقِيتاً: والجملة مستأنفة.

مَنْ يَشْفَعْ: يتوسط في أمر لقضائه، بأن ينضم إلى آخر ناصراً له في طلبه

نَصِيبٌ: حظ من الأجر

كِفْلٌ: نصيب مكفول من الوزر

مُقِيتاً: حافظًا ومقتدرًا، فيجازي كل أحد بما عمل.