﴿مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ﴾: من جرّاء هذه الجريمة البشعة.
﴿كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾: ما بين قابيل وهابيل وبين بني إسرائيل فترات زمنيّة طويلة، ويوجد الكثير من الأنبياء، فلماذا قال سبحانه وتعالى:
﴿مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾؟
والجواب: أنّ الله سبحانه وتعالى كتب على كلّ البشر: ﴿أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ وقد مرّت عصورٌ ودهورٌ من الأزمان بين قابيل وهابيل وبين شعب بني إسرائيل، وكأن الله سبانه وتعالى يقول: إنّ بني إسرائيل هم قتلة الأنبياء، وهم أكثر النّاس قتلاً للبشر، لذلك خصّهم بالذّكر، وليس معنى هذا أنّ القتل لا يوجد إلّا عند شعب بني إسرائيل، وإنّما الأمر لكلّ البشر، وقف رسول الله : في حجّة الوداع وقال للنّاس جميعاً: «فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقون ربّكم، ألا هل بلّغت»([1])، فالرّسالات السّماويّة كلّها لا تقبل بالاعتداء على النّفس البشريّة؛ لأنّه اعتداءٌ على صنعة الله سبحانه تعالى، والله سبحانه وتعالى هو الخالق الّذي يحيي ويميت، وعندما تقتل فأنت تعتدي على حرمةٍ من حرماته سبحانه وتعالى وهي الدّماء.