الآية رقم (2) - مَلِكِ النَّاسِ

أي يملك الخلق كلّهم، وجعل لهم الاختيار في أشياء، ومنع عنهم الاختيار في أشياء، ولم يقل: (مليك النّاس)، فهذا القول يعني أنّهم مجبورون على الإيمان، ولا يسعهم غير هذا، ولكنّ الله سبحانه وتعالى جعلهم مختارين في الأمور الّتي هي مناط التّكليف، وغير مختارين في أمورٍ ليست محلّاً لها.

هكذا نجد الفرق بين أن يقول سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾، وبين أن يقول: ﴿مَلِكِ النَّاسِ﴾، النّاس في الآية الأولى هم المتعلّقون بربوبيّة الله سبحانه وتعالى، وفي الآية الثّانية هم مملوكون لله جلَّ جلاله، فلا أحد يخرج عن قدرة الله سبحانه وتعالى في الأمور القهريّة، وتأتي الثّالثة:

مَلِكِ: بدل من رب

النَّاسِ: مضاف إليه.

مَلِكِ النَّاسِ: أي يملك الخلق كلّهم، وجعل لهم الاختيار في أشياء، ومنع عنهم الاختيار في أشياء