﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ﴾: هنا أربعة من الأنعام: بحيرة وسائبة ووصيلة وحام، مرّ بنا ما أحلّ الله سبحانه وتعالى من الأنعام وما حرّم منها، وهناك قاعدةٌ فقهيّةٌ تقول: الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نصٌّ قطعيٌّ في التّحريم، ومن له سلطة التّحريم؟ الجواب: إنّه الله عزَّ وجلّ والرّسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم، لا يستطيع أحدٌ من البشر أن يحلّل وأن يحرّم من تلقاء نفسه؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى هو الّذي خلق ويعلم ما يصلح لصنعته، فالخالق يدبّر أمر الخلق، وليس لمخلوقٍ أن يدبّر أمر الخلق.
البحيرة: هي من الأنعام، وهي ناقةٌ تشقّ أذنها شقّاً طويلاً كعلامةٍ أنّها محرّمةٌ فلا يحلبها ولا يتعرّض لها أحدٌ من النّاس.
السّائبة: هي النَّذْر، ينذر هذه الأنعام أو النّاقة فلا تُربط، وتأكل كما تريد، أي لا يجوز أن يُقترَب منها.