الآية رقم (2) - مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ

بعد التّبّ المال والكَسب؛ لأنّه كان يستعلي بهما، فكان يقول: “إن كان ما يقول ابن أخي حقّاً، فأنا أفتدي بمالي وولدي”، فردّ الله سبحانه وتعالى  عليه هذه المقولة، بأنّ ماله وولده لن يُغنيا عنه شيئاً، ولن يدفعا عنه عذاب الله سبحانه وتعالى ، وللعلماء في هذه الآية قولان: أحدهما: بأنّ المال هو الأصل الّذي يمتلكه الإنسان أو الميراث، ثمّ تنشأ عنه المكاسب من الأرباح، كأن يكون عنده بستانٌ وشجرٌ فيثمر، أو حيواناتٌ فتلد، والآخر: أنّ الكسب يعني الولد لقوله عليه الصّلاة والسّلام: «إنّ من أطيب ما أكل الرّجل من كسبه وولده من كسبه»([1]).

ثمّ تنقلنا الآيات إلى جزاء الآخرة.

 


([1]) سنن أبي داوود: كتاب الإجارة، باب في الرّجل يأكل من مال ولده، الحديث رقم (3528).

ما: نافية

أَغْنى: ماض

عَنْهُ: متعلقان بالفعل

مالُهُ: فاعل والجملة مستأنفة لا محل لها

وَما: اسم موصول معطوف على ماله

كَسَبَ: ماض فاعله مستتر والجملة صلة.

وَما كَسَبَ: أي وكسبه أو مكسوبه بماله من النتائج والأرباح، وقوله: ما أَغْنى أي يغني