(لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ): إذاً حصر الله سبحانه وتعالى ملك الكون والتّصرّف فيه له، عندما قدّم (لِّلَّهِ) فكلّ ما سيأتي بعدها فهو ملك لله، فكلّ ما في السّماوات وما في الأرض ملك له جلّ وعلا، وإن اعتقد بعض النّاس في الأرض أنّ لهم ملكيّة، لكن هذه الملكيّة زائلة؛ لأنّه في عالم أغيار، فأنت تملك قصراً لكن إمّا إنّك ستغادر القصر إلى القبر وإمّا أن يغادرك القصر بالفقر، أليس كذلك؟ فإذاً (لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) لا يوجد أحد معه حصر بالملكيّة إلّا الله سبحانه وتعالى.
(وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ): بكى سيّدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وبكى وبكى على هذه الآية، إن نُبدي ما في أنفسنا أو نخفيه يحاسبنا به المولى سبحانه وتعالى؟! فجاءت الآيات (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) [البقرة: من الآية 286]، فإذاً إلى ماذا يُشير قوله: (إِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ)؟ لأنّ هناك مواجيد قبل الأفعال، إمّا أن يهمّ الإنسان بالخير أو أن يهمّ بالشّرّ.. والإنسان إن فعل سيّئة كما قال النّبيّ صلَّى الله عليه وسلم: «من همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، ومن همّ بحسنة فعملها كتبت له عشراً إلى سبع مئة ضعف، ومن همّ بسيئة فلم يعملها لم تكتب، وإن عملها كتبت»([1])، لكن بناء على هذه الآيات فهي: