سبب النّزول:
اعتمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عمرة القضاء، وكانت معه في تلك العمرة أسماء بنت أبي بكر، فجاءتها أمّها قتيلة وجدّتها يسألانها، وهما مشركتان، فقالت: لا أعطيكما شيئاً حتّى أستأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإنّكما لستما على ديني فاستأمرته في ذلك، فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية. فأمرها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد نزول هذه الآية، أن تصَّدّق عليهما، فأعطتهما ووصلتهما. قال الكلبيّ: ولها وجه آخر، وذلك أنّ ناساً من المسلمين كانت لهم قرابة وأصهار ورضاع في اليهود، وكانوا ينفعونهم قبل أن يسلموا، فلمّا أسلموا كرهوا أن ينفعوهم وأرادوهم على أن يسلموا، فاستأمروا رسول الله فنزلت هذه الآية، فأعطوهم بعد نزولها. إذاً الإنفاق لا يتعلّق بأنّك تنفق على المسلم فقط، الله سبحانه وتعالى استدعى كلّ الخلق إلى الوجود، فأنت تستطيع أن تعطي المسلم وغير المسلم من الصّدقات إن كان محتاجاً، بدليل أنّ هذه الآية جاءت ضمن آيات الإنفاق في سبيل الله سبحانه وتعالى.