الآية رقم (181) - لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ

سبب النّزول:

عن عكرمة أنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لـمّا بعث أبا بكر إلى فنحاص اليهوديّ يستمدّه، وكتب إليه، وقال لأبي بكر: «لا تفتت عليّ بشئ حتّى ترجع إليّ»، فلمّا قرأ فنحاص الكتاب قال: قد احتاجَ ربّكم؟ قال أبو بكر: فهممت أن أمدّه بالسّيف، ثمّ ذكرت قول النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا تفتت عليّ بشيء»، فنزلت: ﴿لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء الآية([1]).

لَقَدْ: اللام واقعة في جواب قسم مقدر قد حرف تحقيق

سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل وقول مفعول به وجملة قالوا صلة الموصول

جملة «سَمِعَ» جواب قسم لا محل لها

إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ: إن ولفظ الجلالة اسمها وفقير خبرها والجملة مقول القول

وَنَحْنُ أَغْنِياءُ: الجملة معطوفة

سَنَكْتُبُ ما قالُوا: الجملة مستأنفة ما موصولة والجملة بعدها صلة أو مصدرية والمصدر المؤول في محل نصب مفعول به سنكتب قولهم

وَقَتْلَهُمُ: عطف على ما الموصولة أو على المصدر المؤول

الْأَنْبِياءَ: مفعول به للمصدر قتل

بِغَيْرِ حَقٍّ: متعلقان بالمصدر قتل حق مضاف إليه

وَنَقُولُ: عطف على سنكتب

ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ: فعل أمر وفاعل ومفعول به والجملة مقول القول.

سَنَكْتُبُ: نأمر بكتب ما قالُوا أي نأمر بكتب أقوالهم في صحائف أعمالهم ليجازوا عليه

والمراد: أننا سنعاقبهم عليه

ذُوقُوا: أصل الذوق: إدراك الطعم في الفم، ثم استعمل في إدراك سائر المحسوسات، وهو المراد هنا الْحَرِيقِ المحرق والمؤلم

والحريق: اسم للملتهبة من النار، والنار تشمل الملتهبة وغير الملتهبة والمراد عذاب هو المحرق والمؤلم، وهو النار

فعذاب الحريق: يراد به عذاب هو الحريق، أي سننتقم منهم