لأنّ اليهود كانوا يحاجّون النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فالله سبحانه وتعالى لم يقل: فقط أوحينا إليك وأوحينا إلى النّبيين وذكر إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط… إلخ، لكنّه سبحانه وتعالى قال: ﴿وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾: الله سبحانه وتعالى يشهد بما أنزل إليك، فقد أنزل إليك القرآن الكريم وحياً من عنده سبحانه وتعالى عن طريق جبريل عليه السَّلام.
﴿أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾: بأمره؛ أي القرآن الكريم وهو كلام الله سبحانه وتعالى وصفةٌ من صفاته جلّ وعلا.
﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ﴾: إيّاك أن تعتقد أنّ هناك استدراكاً على الله تبارك وتعالى أي إن لم تصدّق أنّ الله سبحانه وتعالى يشهد فالملائكة تشهد، لا، هذه ليست كما للبشر.
﴿وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾: بيّن لك أنّه يكفي به بلا شكٍّ شهيداً، لكن الملائكة يشهدون بأنّهم هم طريقٌ لإنزال الوحي على قلب الرّسل عليهم السَّلام.