العرَض هو ما يقابل الجوهَر، وهو الشّيء الزّائل، أو هو الشّيء المتغيّر.
(لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ): لو كان أمراً سهلاً وسفراً بلا مشقّة لاتّبعوك وذهبوا معك إلى تبوك يا رسول الله.
(وَلَٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ۚ): أي كانت المشقّة والمسافة طويلة ما بين المدينة وتبوك في هذا الحرّ وفي هذا العَنَت والشّدّة.
(وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ): هم لم يحلفوا بعد، والسّين هنا سين الاستقبال، ولو أنّهم فهموا ما كانوا ليحلفوا، ولكنّ الله سبحانه وتعالى يتحدّاهم في المستقبل بأنّهم سيحلفون، وقد فعلوا ذلك.
(يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ): يهلكون أنفسهم؛ ليس لأنّهم تخلّفوا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غزوة تبوك فقط، ولكنّهم أيضاً حلفوا بالله عزّ وجلّ كذباً، فهم يستطيعون أن يخرجوا ولكنّهم تقاعسوا عن نصرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خوفاً من الحرّ والتّعب والعنت.
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ): الله سبحانه وتعالى يعلم السّرّ وأخفى، وهو سبحانه وتعالى مطّلعٌ على خائنة الأعين وما تخفي الصّدور.